كتب - مفرح حجاب:أحيا الفنان المصري محمد حماقي، حفلا غنائيا "مكتمل العدد"، في قاعة مسرح حولي بارك، وهو الحفل المؤجل من 13 الجاري، لتزامنه مع إعلان الحداد في الكويت إثر وفاة الراحل الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات. تحدى حماقي، في حفل الجمعة كل شيء من أجل الجمهور، حيث انقطعت الإضاءة عن المسرح أكثر من خمس مرات، ومن حسن الحظ ظلت أجهزة الصوت تعمل، وكان حماقي ذكيا في التعامل مع المسرح المظلم مستغلاً حماسة الجمهور الذي غصت به القاعة، وظل يؤدي أجمل أغنياته وسط تشجيع منقطع النظير من الحضور، ومع تعدد انقطاع الإضاءة، توقف حماقي فجأة موجهاً كلامه للمنظمين، قائلا: إذا انقطعت الإضاءة مرة ثانية سأضطر أنزل للجمهور وأغني بينهم، موضحا أن الجمهور جاء من أجل أن يشاهدني ويسمعني، وأنا جئت من أجل أن أشاهده، ولا يمكن أن أغني على مسرح مظلم بهذا الشكل.وخلال إصلاح العطل الكهربائي الذي تسبب في إظلام المسرح، لم يشأ حماقي التوقف عن الغناء، ويحسب له أداء أغنياته في الظلام، لانه يدرك إذا نزل من المسرح وأوقف الغناء سيغادر الجمهور وتنتهي الحفلة بشكل غير مقبول، لكن "الميغا ستار" حماقي أشعل الأجواء في المسرح خلال كل الأغنيات التي قدمها، وحظي منذ اطلالته باستقبال غير مسبوق لأي فنان غنى على هذا المسرح، وجعله أداؤه وتفاعله مع الحضور الحاشد أن يستحق الاحترام فوق المحبة والجماهيرية الطاغية، حيث تمكن من تحويل القاعة إلى أمواج تعبيرا عن الاستمتاع بغنائه، وكان حماقي موفقا في اختياراته وكأنه يعرف ماذا يريد الجمهور منه، فهو يتمتع بحضور وكاريزما رائعة على المسرح، إذ غازل الحضور بأعماله وكلماته وكان يخاطب الجمهور بعد كل أغنية يؤديها، وقال "انتم الحاجة الجميلة في هذا الحفل"، وكلما امتلك "المايك" حرك جنبات المسرح بأغنيات تناولت جميعها الحب والرومانسية وسط غناء الجمهور معه. حظي حماقي، في هذه الليلة بالعديد من المفاجآت، فبجانب انقطاع الإضاءة عن المسرح، تفاجىء بأن الجمهور يحفظ أعماله عن ظهر قلب وانه لم يأت الحفل ليقضي سهرة غنائية والسلام، بل جاء بعد انتظار ليستمتع ويحتفي بهذا الفنان الخلوق، الذي نزل من على خشبة المسرح ليستقبل بنفسه ذوي الاحتياجات الخاصة وسط عاصفة من التصفيق والتقط معهم الصور التذكارية في مشهد إنساني رائع. وصل حماقي، الحفل عند التاسعة والنصف مساء وقبل أن يعتلي خشبة المسرح قدمته هبة المطيري، بصورة تليق به وبفرقته الموسيقية، وقد استهل الأداء بأغنية "بتبعد ليه" ثم تبعها بمجموعة من الأغنيات الشهيرة منها "استنى دقيقة، تؤمر"، لكنه زلزل المسرح بأغنية "لا ملامة"، حيث أوقف الفرقة الموسيقية عن العزف وجعل الجمهور يردد الأغنية لدرجة أبهرته. حماقي، الذي يمتلك الكثير من الخبرة لمواجهة مثل هذه الظروف الطارئة في الحفلات، جعل الأجواء مشتعلة طربا واختار أغنيات تحرك الجمهور وتجعله يتفاعل معه، وكان ذكيا في حماسته ورشاقته على المسرح لدرجة ان هذا الحفل يعد من أفضل الحفلات التي قدمها رغم ظلام المسرح، حيث كان التنوع الذي قدمه في الموسيقى وأداء الأغنيات مع الفرقة والجمهور، كفيلا بأن يصل بالحفل إلى بر الأمان. أكمل حماقي، الأمسية الناجحة بأداء كوكبة أخرى من الأغنيات بينها "ليه بيلوموني، ما بلاش" وعاد إلى أعماله القديمة التي يحبها الجمهور وقدم أيضا "إن شاء الله أموت في هواك، أنا جايلك وناويلك"، وفجأة توقف عن أعماله ليؤدي مقطع من أغنية "الحب كله" لكوكب الشرق أم كلثوم، وعاد بعدها ليلبي رغبة الجمهور بأغنيات يحبها من بينها "يا ستار، لو هتسيب، وحدة وحدة، من قلبي بغني، ظلموني، ياللي زعلان مني"، بعدها خضع حماقي لصياح وطلبات الجمهور في قاعة المسرح وغنى "أحلى من كل البنات، جمالها استثنائي" واختتم حفلته بأغنية "قدام الناس" ليسدل الستار على حفلة من طراز مختلف تغلب فيها على كل شيء لتخرج في النهاية من أفضل الحفلات التي أحياها في الكويت.

حماقي أشعل الحفل مكتمل العدد