محمد عبده وخالد عبدالرحمن تألقا أمام الآلاف في بريدة

أحيا الفنانان السعوديان، محمد عبده، وخالد عبدالرحمن، حفلاً فنياً في مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم، بحضور آلاف السعوديين من الجنسين، حيث يقام لأول مرة حفل فني في المدينة، التي تعد معقل المحافظين السعوديين وينتمي لها أشهر دعاة المملكة.
وحضر أبناء المدينة يرافق كثير منهم زوجاتهم ونساء من أسرهم، إلى ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في المدينة بوقت مبكر من موعد الحفل الأول، الذي تقيمه الهيئة العامة للترفيه بعد أن نظمت عددا كبيرا من النشاطات الفنية والترفيهية بمختلف مناطق المملكة خلال الأعوام الثلاث الماضية.
وقال الفنان محمد عبده، لإحدى محطات التلفزة السعودية قبيل صعوده إلى المسرح للغناء "إن الحفل اختبار لي".
وخلال الحفل تعرض فنان العرب محمد عبده، لموقف محرج، فأثناء اندماجه في الغناء سقطت إحدى الجرادات على جبهته، ولكنه تمكن من الحفاظ على ثباته الانفعالي وواصل غناءه، وبعد لحظات استطاع فنان العرب أن يلتقط الجرادة بيده قبل وصولها إلى عينه، ثم ألقاها بعيدا عنه، واستمر في الغناء.
وطوال الحفل الذي نفدت تذاكره خلال دقائق من بدء بيعها، بدا جمهور بريدة متحمساً للتجربة الجديدة، وردد عدد كبير منهم الأغنيات القديمة والحديثة مع "أبو نورة" و"مخاوي الليل"، وهما اللقبان الشعبيان للفنانين عبده وعبدالرحمن، على التوالي في السعودية.
وعلا صوت الجمهور وهو يردد أغنيات الحفل، وتمايلت فتيات حضرن في مدرجات الملعب، مع عدد من الأغنيات أيضاً، فيما انتهت كل أغنية بتصفيق وتفاعل.
ولم يتمكن "مخاوي الليل" من إكمال كلمته الترحيبية بجمهوره في بداية الحفل، إذ قاطعه الآلاف وهم يهتفون باسمه.
وشاهد عدد كبير من السعوديين الحفل عبر شاشات التلفزة، حيث نُقل على الهواء مباشرةً، فيما نشر مدونون سعوديون كثر أغنيات الحفل ومقتطفات منه في مقاطع فيديو عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.
ووصفت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، الحفل بأنه "استثنائي"، فيما عنونت النسخة العربية من صحيفة "اندبندنت" الإنكليزية، تقريرها عن الحفل بـ "بريدة تغسل قلبها بالنغم وسط أحاديث انتصار على التشدد".
وحمل الحفل رمزيةً واضحة تم بها كسر الحظر المفروض على الفنون والغناء في آخر مناطق البلاد التي خرج منها علماء ودعاة حرموا الفنون وقيدوا حياة المجتمع بتفسيرات دينية ما لبثت أن تخلت عنها السعودية في السنوات الثلاث الماضية وحثت الخطى سريعاً نحو الانفتاح على العالم وفنونه وثقافاته.
وأقيمت الحفلة بينما تشهد العديد من مناطق المملكة سلسلة من الفعاليات الفنية والترفيهية التي بدأت مع حلول عيد الفطر وتستمر طوال الصيف في مسعى لجذب جمهور محلي بجانب استقطاب سياح من الخارج مع سعي المملكة للتحول إلى قبلة سياحية.