الجمعة 11 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

محمد قمبر يستعيد الزمن الجميل في "نقوش على الجدران"

Time
الاثنين 15 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
كتب- جمال بخيت:


"نقوش على الجدران" عنوان المعرض الشخصي الـ 13 للفنان التشكيلي الكويتي محمد قمبر الذي عرض 24 لوحة في قاعة "هاب" للفنون.
قمبر يستعيد بذاكرة الريشة رحلة حياة يرسم خلالها ذكريات الطفولة وجماليات العفوية، عندما كنا صغارا نمضي هنا وهناك في الفريج وفي الحواري القريبة والشوارع الضيقة، كنا نرسم على الحوائط أحلامنا وطموحاتنا، كنا نرسم ما نراه في واقعنا وكثيرا ما كان الخيال هو سيد المكان والزمان، هكذا يقول قمبر عن معرضه الذي تميز بهذا الثراء الجميل، هي نقوش إسقاطية تدل على مراحل من العمر ولكنها تخط باندفاعية وصياغة فنية عالية وضع فيها خلاصة تجاربه التشكيلية ومنحنا فضاء جميلا للذكريات، رسم الماضي رويدا رويدا، وثَّقه بعناية وأنامل فاضت جمالا وعذوبة، هي أقصى درجات التأمل والامتاع البصري بواقعيته واحترافيته الفنية التي سجلتها ريشة وثقت عالما فريدا منذ ثمانينات القرن الماضي، ولكن محمد قمبر في معرضه رسم الخمسينات والستينات واسعاد هذا الزمن الجميل بهذه الرسوم البديعة التي تلاقت فيها جموع الألوان وحرفية الأيام التي ظلت في خيالاته سنوات طويلة.

نقوش على الجدران
يقول قمبر : عندما كنا صغارا، كانت الجدران أوراقنا ولوحاتنا، وكنا نهرع إليها لنفرغ عليها كل ما في جوفنا من أفكار وأحاسيس، وكانت هي تعلم أهميتها في قلوبنا، فكانت تستقبل كتاباتنا ورسوماتنا الساذجة بصبر وطيبة من دون تذمر أو تأفف. لقد رسمنا على تلك الجدران كل ما كان يخطر ببالنا من خطوط وأشكال مستوحاة من خيالنا وأحلامنا ووقائع حياتنا اليومية، وكان هذا كفيلا في تلك المرحلة بالتعبير عن رغباتنا الطفولية البريئة، وعن المواقف التي كنا نمر بها في واقع حياتنا أو خيالات أحلامنا. وكانت هذه الجدران كذلك وسيلتنا التي كنا نفضي إليها بولعنا بالشخصيات التي كانت تلعب دور البطولة في الأفلام التي كنا نشاهدها على التلفاز، أو القصص التي كنا نسمعها أو نقرأها.
لقد منحتنا هذه الجدران المسحة التي كنا بحاجة إليها للتعبير عن مشاعرنا وأفكارنا بكل حرية، من دون تدخل أو رقابة من أحد، كما لو أنها أم متفهمة طيبة تتقبل كل ما يصدر عن أطفالها من كلمات وسلوكيات، احتضنت هذه الجدران كل ما نخطه فوقها بصبر ومودة، ورغم بساطة وعفوية تعبيراتنا فوق هذه الجدران، لكنها كانت تشكل في مجموعها بانوراما متناغمة توحي بالجمال والحيوية. وبمجرد أن ننتهي من إفراغ عواطفنا وأفكارنا على شكل رسومات وخطوط فوق تلك الجدران، كنا نشعر بحالة غير مفهومة من الرضا والسعادة والتصالح مع أنفسنا ومع العالم من حولنا.
ويضيف :أقدم في هذا المعرض نوعية من الأعمال الفنية التي تختلف عن كل ما رسمته في السابق، ففي هذه المجموعة أحاول أن أُظهر للمتفرجين شيئا من خطوط وأشكال ذلك العالم الطفولي الذي كنا نعيش فيه ،من خلال رسم تشكيلة متناغمة من الألوان والوجوه والخطوط والأشكال، وذلك لإبراز فهمنا لها كأطفال في ذلك الوقت، وكيف كنا نراها ونحس بها داخل أرواحنا وعقولنا وخيالاتنا.
يبقى القول إن الفنان لم ينس عالم الطفولة عندما رسم رؤيته الخاصة داخل جدران المعرض وخاطب العالم الانساني بحضارته ،ولم ينس ايضا ان تكون هذه الاضاءة احد المحاور في لوحاته التي اتسمت بتوثيق مشاهد الذاكرة البديعة وذكريات الطفولة الجميلة التي رسمها بصياغة بديعة ليمنح المتلقي خاصية التأمل الفني والرحيل مع هذه الذكريات لاستعادة هذا المشهد من النقوش الواقعية بروعتها وجمالياتها .

مفاجآت
يقول قمبر : الأقدار غريبة إلى حد أنها تذهلنا وتدهشنا بما تفاجئنا به أحيانا. فعندما كنت صغيرا في السن، وبالتحديد في العام 1958، كنت أرسم على الجزء الخارجي من جدار المدرسة وأنا في طريقي إليها، ولم يخطر ببالي حينها أن هذه المدرسة ستتحول إلى متحف للفن المعاصر، وسيكون هذا المتحف مكانا لعرض أعمالي ،أنا الذي كنت طالبا في هذه المدرسة، واعتقد أن الفن هو قدري منذ البداية".


آخر الأخبار