

محمد لشقر يقدّم قراءة جديدة في مشروع أبي حامد الغزّالي
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب نظرية في التأويل: قراءة جديدة في مشروع أبي حامد الغزالي، وهو من تأليف محمد لشقر. يقع الكتاب في 368 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.
مع انقسام دارسي أبي حامد الغزالي، مسلمين وغير مسلمين، بين كونه أشعريًّا أو فيلسوفًا أو صوفيًّا أو مقتبسًا من هذه جميعًا، وتحوُّل شخصيته لغزًا زكّته كتاباتٌ كثيرة، يحاول هذا الكتاب، مع حلول القرن الحادي والعشرين، كشف بعض ملامح تلك الصورة المضطربة التي شكّلت أحد أهمّ الحوافز على تأليفه.
سلكت قراءة تاريخ فكر الغزالي مسارَين متناقضين؛ إذ يشكّل الغزالي في المسار الأول حلقةً مظلمة في تاريخ الفكر الإسلامي، ويقضي بأن يكون المستقبل نقدًا للماضي وأفضل منه، في حين ينظر المسار الثاني إلى فكر الغزالي باحترام وتبجيل وتقديس، عملًا بمقولة "ليس في الإمكان أفضل ممّا كان".
شكّلت الهرمينوطيقا (علم التأويل) منعطفًا في تاريخ الفكر الإنسانيّ والفلسفيّ، فهي قد عُدّت مع بداية القرن العشرين فنًّا لإقصاء الجانب الاعتباطي في التأويل، بعد أن لم تكن قد ظهرت منذ عصر النهضة في صورة مشروع علميّ مستقلّ، بل مادةً مساعدةً لعلوم التأويل.
لقد خَصَّص الكتاب لهذا الأمر ثلاثة فصول، لكلّ من نصر حامد أبو زيد وعبد الجليل بن عبد الكريم سالم والباحث البريطاني مارتن ويتنغام، نعتبرها ذات شأن في هذا الكتاب، على الرغم من إبدائنا إزاءها مجموعة ملاحظات حول مسلّمات أعمالهم وخياراتها المنهجيّة والخلاصات التي توصلوا إليها.