كتب - مفرح حجاب:رأى د.محمد مبارك بلال، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الأسبق، أن القائمين على صناعة الدراما في الكويت واجهوا موسما صعبا للغاية سواء في الانتهاء من تصوير مسلسلاتهم قبل رمضان أو في تسويقها، وقال في حديثه إلى "السياسة"، ان امتناع بعض القنوات أو التلفزيونات عن عرض اعمال المنتجين أو خفض الميزانيات بالشكل، الذي حدث قبل بداية شهر رمضان بساعات، كان فيه نوع من التخبط ومن الصعب على أي صناعة ان تستمر بهذه الطريقة، مشيرا الى ان استمرار العمل في الدراما خلال الفترة المقبلة معني بالجهات التي تقوم بشرائها حتى لا تتكرر المشاكل. ودعا د.بلال، منتجي الدراما إلى اعادة ترتيب أوراقهم والعمل من خلال آلية جديدة تعتمد على خفض التكلفة لا سيما في الأعمال الأولى بعد الانتهاء من أزمة فيروس كورونا، منوها إلى أن الأعمال الجديدة قد يبدأ التصوير فيها قبل رمضان المقبل بثلاثة أشهر، اذا وضع في الاعتبار ان هناك صعوبة في التجمع والانتقال بالنسبة للعاملين في الدراما حاليا.وأوضح د.بلال ان الدراما التلفزيونية شكلت حالة رائعة خلال أيام الحظر المنزلي في رمضان، وأسعدت الجمهور من خلال الفرجة والمتعة والذائقة الفنية، فضلا عن حالة الوعي التي بثتها لدى المشاهدين، خصوصا الأعمال الكوميدية منها، لافتا إلى أن هناك توافقا وتكاملا كبيرا بين "السوشيال ميديا" وبين الدراما، لذا وصل صوت الدراما إلى الغالبية في زمن "الميديا" الجديدة ولم تتأثر سلبا كما كان يعتقد البعض.وفيما يتعلق بتكرار الأفكار في الدراما المعاصرة وتفوق الدراما التراثية عليها، رأى د.بلال "ان الأمور لا ينبغي أن يتم الحكم عليها بهذا الشكل ولكن يجب أن يأخذ كل عمل على حدة ومدى معالجته الإنسانية والاجتماعية وما هي اطروحاته، كما أن قضية التكرار في الأفكار والطرح في الدراما غالبا ما تعتمد على القرار الرسمي والرقابة وغيرها، والدليل هو تحويل البعض إلى لجنة تحقيق من أجل مشهد في مسلسل، وكنت اتمنى ان يكون هناك نوع من الحوار والنقاش لرفعة مسار الدراما، بالإضافة الى حالة الجدل التي رافقت مسلسل "أم هارون"، مشددا على ان كل هذه الأمور تؤثر على حرية الفنان وحكمته عندما يتعامل مع أي عمل درامي، لذا فلا يتحمل المنتج أو الفنان وزر التكرار في الأفكار. وأضاف: يجب علينا أن ننظر إلى مستوى الحرية الموجودة في الدراما المصرية والسورية وطريقة تناول الأعمال، لأن هناك نقابات ومؤسسات معنية بتطور هذه الصناعة والدفاع عنها، منوها إلى أن الدراما الآن يقودها في الكويت الشباب ولديهم تطلعات من أجل تطويرها ولابد أخذ هذا بعين الاعتبار.ولفت د.بلال، الى ان المسرح لن يعود بسهولة كما يعتقد البعض ولكن يحتاج إلى بعض الوقت نتيجة الظروف الصحية الراهنة وتداعياتها، مشيرا إلى ان المنتجين العاملين في المسرح تضرروا كثيرا أيضا.واعتبر د.بلال، ان تقديم عروض المسرح "أونلاين"، لن يكون له جدوى لا سيما ان الاجتماعات التي تدور من خلال البث تكون بلا روح والمسرح عموما فيه دراما ومن الصعب أن يقدم بهذه الطريقة، متمنيا ان يعود المسرح بعروضه الحية من جديد في أسرع وقت ممكن.عن امكانية تقديمه عملا دراميا خلال الفترة المقبلة، قال د.بلال من الصعب أن أظل اكتب لمدة 6 شهور في 1000 ورقة، وأنا في مثل هذا العمر، لذا افضل ان ينصب جهدي في إنجاز كتاب لأنه في النهاية هو من سيبقى، منوها الى انه يفضل ان يشرف أو يوجه أو يقدم ندوة نقاشية حول الدراما في الوقت الحالي.

مشهد من مسلسل "أم هارون"