الجمعة 27 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

محمود إمام: الـ"سوشال ميديا" ذبحت أدباء يفوقون محفوظ والحكيم

Time
السبت 16 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
القاهرة - منى سراج:


الكاتب والروائي محمود مراد، اشتهر بكتابة الروايات التي تنتمي إلى عالمي الرعب والفنتازيا، وإن لم تخلُ من الرومانسية، الف كتابه الأول "المنكود" متضمنا 5 روايات قصيرة، تحكي عن أدمن صفحة "سوشيال ميديا يطلب من الشباب إرسال أعمالهم إليه ليرعبهم".
حول تجاربه الإبداعية، ورأيه في الكتّاب الذين ظهروا على الساحة بوصفه مدير نشر، وقضية الكتب المضروبة و السرقات الأدبية، أكد محمود إمام في لقاء مع "السياسة" أن هناك مواهب شابة وكتاب تفوقوا على نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، لديهم أعمال جيدة إلا أن الكاتب القوي والموهوب يخاف النشر ويقلق من قلة أعداد المتابعين لصفحته، فيظلم نفسه ويختفي، مبينا أن المتحكم في الوسط الأدبي حاليا "السوشيال ميديا"، وفيما يلي التفاصيل:

ماذا عن كتابك الأول " المنكود"؟
كان عبارة عن 5 روايات قصيرة، تنوعت بين الرعب،الفانتازيا،الرومانسي، تحكي عن أدمن صفحة سوشيال ميديا يطلب من الشباب إرسال أعمالهم إليه ليرعبهم، كل كاتب يرسل رواية تختفي والتهديدات تأت له في التعليقات داخل منتدى الرعب، حلمت بخروجها إلى النور في اليوم الذي كنت سأستلم فيه. غلافها علمت بخبر وفاة والدي المخرج والممثل المسرحي.
كيف كانت علاقة والدك المخرج والممثل المسرحي بك؟
بدأت بكتابة سيناريوهات، دون أن أطلب مساعدته،ليفتخر بى، لكنه رحل قبل أن يحتفل معي بخروجها إلى النور، إنه أمر مرعب في حد ذاته.
ماذا عن روايتك الثانية؟
في "السراب" دخلت المنطقة المرعبة والخيالية تماشيا مع سوق النشر الذي باتت فيه روايات الرعب تعيد إنتاج "أمنا الغولة"، "النداهة"، "أبو رجل مسلوخة"، لكن بشكل عصري، مما يجعلها تحظى بجمهور كبير خاصة من الشباب.
من بطلها؟
ضابط شرطة، المعاملة الخشنة لم تؤثر على حياته الزوجية، لأن زوجته تتميز بالذكاء، قادرة دوما أن تحتويه، وموضوع الرواية يتناول رعب فلسفي يخاطب شيئا محددا في قلب المجتمع.
ماذا تقصد بـ "الجلسة التاسعة"؟
روايتي الثالثة، كانت بمثابة تحد بيني وبين شخص ما، بعدما انفصلت عن إنسانة أحببتها، تركتني مجروحا، كتبت تحذيرا لها بشكل غير مباشر، والنهاية غير متوقعة، فالبطل من أسرة ثرية، أحب فتاة من طبقة أقل، لكنها خانته مع آخر، اتفق كلاهما على خطة جهنمية ليفقد البطل عقله، استخدما طبيبا نفسيا متآمرا ليتم الحجر عليه والاستيلاء على أمواله.
هل عرضت مسرحيا؟
نعم،عرضت على مسرح الشباب الخريجين في جميع انحاء الجمهورية، وحصلت على تكريم من المركز الأرثوذوكسي.
لماذا تحمس الشباب لتمثيلها؟
ذكاء النص وشخصياته، انبهروا بالبطل وتمنوا مقابلته، لأنه طيب، مستمر في الحب والعطاء رغم خسارته كل شيء.

حنين زائف
هل كانت رواية "حنين زائف " نتيجة لتجربة شخصية أيضا؟
كل علاقة أدخلها أتأثر بها، واستقي منها الخلاصة وأسردها في رواية، أعيش مع أبطالها، أصنع معالجات خيالية لحياتي من خلال أعمال خارج الإطار والمنطق، والكثير من القراء الشباب قالوا لي "أنت تجعل الرعب منطقي"، لم أكن أعتقد أنني سأنشرها، كنت أحسب أنها مجرد تفريغ لشحنة داخلية.
ماذا تعلمت من تجارب الحب؟
أنا أكتب للناس ،تجارب يمر بها كثيرون، تعلمت أن مدة الارتباط هي التي تقرر كم يستغرق النسيان، فالزبونة التي تتحدث مع البطل طوال أحداث الرواية، هي في الحقيقة، مجموعة من البشر داخل شخصية واحدة. وقت الفراغ الذي يعيشه الشخص، يجعل شخصا آخر يتعلق به ويكسره فيتوهم الآخر أنه حبيب، يؤنسه باسم الحب، في الحقيقة هى مجرد علاقة استهلاكية في فترة تمهيدية، فالجميع ينتظر الشخص المناسب، تجارب الحب الأول دائما تنتهي بالانفصال.
هل حققت الرواية الرواج المطلوب؟
"حنين زائف" وصلت لقائمة الأكثر مبيعا لمدة 8 أشهر متتالية في "ميجا ستور"، نجاحها لم أكن أتخيله، إنها مشروع فيلم سينمائي.
ماذا عن رواية "العودة"؟
تعرض فكرة ذكية لمجموعة من الشباب يجتمعون لإقناع الدولة بمقترحاتهم من خلال شخصية "كارمن"، الممثلة "سيمون" دعمتنى و كانت أول من شجعني.

كفرالهلع
ما قضية "كفر الهلع"؟
لم تكن عملا اجتماعيا مثل "العودة"، لكنها رعب خالص، تحكي عن شخصية "حازم شريف" الكاتب المشهور، شخصية باردة ومغرورة، يعيش وسط أجواء مرعبة.
هل تتأثر بآراء النقاد؟
النقد متاهة للقارئ، الأهم عندي أن من يقرأ لي ولا يترك العمل حتى ينتهي منه.
ما المجالات التي تغريك بالكتابة؟
الفانتازيا والخيال، دائما يكونان مدخلي من حيث يحب القارئ، "كفر الهلع" تتحدث عن كيد البنات أو خبث الإناث، "السراب" تدور حول العلاقات الزوجية الناجحة وامتصاص الغضب.
ما القضايا المعاصرة في رواياتك؟
أشعر بغضب عارم بسبب وجود الإرهاب في منطقتنا العربية، دائما أضع نفسي في مكان الضحية، "المنكود" تدور أحداثها وقت الاحتلال الأميركي للعراق، انتهاك الجنود الغرب يتحول إلي زومبي يحاربهم، الإرهابي لا شك أنه ليس من البلد، وبالتأكيد لا دين له.

قضية الطلاق
كيف تناولت قضية الطلاق؟
انه وصول إلى لنقطة تقول "لن نستطيع أن نستكمل الحياة سويا"، المشكلة في اعتقادي تكمن في أن الرجل يتصور أن قيادة البيت بالصراخ بينما المرأة تطالب بالحرية لدرجة جعلتها تفقد أنوثتها وتنافس الرجل في مهامه الشخصية، إنه حل مريح لكنه يظلم الأبناء، مع ذلك فالطلاق السلبي أخطر لأنه يحرض البنت على كراهية والدها والولد على احتقار أمه، للأسف مجتمعاتنا العربية لا تقدر احترام الطلاق.
لماذا اختفت الصالونات والمنتديات الأدبية؟
موجودة، لكنها غير منتشرة بشكل كبير بسبب التكنولوجيا، الموبايل،روايات الـ "بي دي إف"، نسبة قليلة تذهب للحضور،السوشيال ميديا سحبت البساط من النوادي الثقافية،يوجد أدباء يجتمعون في وسط البلد من خلال ندوات وحفلات توقيع،هذا يساعد في العملية الإبداعية.
أين يقع الأدباء الشبان على الخريطة الثقافية؟
الشباب سبب في تنشيط الحياة الثقافية الآن، فتحت باب النشر من أجلهم، أفضلهم عن الكتاب الكبار.
ماذا عن محفوظ والعقاد وعبد القدوس وغيرهم؟
إنهم عتاولة الأدب، "عمنا " نجيب محفوظ، حصل على "نوبل".
لماذا لم تتكرر ظاهرة محفوظ أو الحكيم؟
لديـــــنا مواهب كثيرة، شبــــــاب أعمارهم ما بين 20 و25 عاما، أقلامهم تسبق سنهم، نستطيع أن نقول أننــــا في طريقنا لنوبـــل، أما نجيب وتوفيق فقـــــــد ظهرا في توقيت كان فيه الناس يحبون القراءة، هــــذا سبب انتشار أعمالهم ووصولها إلى السينما،لم يكن عندهم سوشيال وفلورز، القراء كانوا ينزلون الشوارع لشراء كتبهم والبحث عنها لأنها وسيلة تسليتهم الأولى، اليوم يوجد كتاب تفوقوا عليهما، لديهم أعمال جيدة، الكاتب القوي والموهوب يخاف النشر،يقلق من قلة أعداد المتابعين لصفحته فيظلم نفسه ويختفي،المتحكم في الوسط الأدبي حاليا السوشيال ميديا.

السرقات الأدبية
هل يقرأ الناس الكتب من خلال "الفيسبوك"؟
لا نستطيع أن ننكر تأثيره كأكبر وسيلة دعاية للكتاب، فالكاتب الناجح الآن لابد أن يكون لديه انستغرام، وتويتر، وفيسبوك، إذا اختفت هذه الوسائل سيعود القراء إلى المكتبات من جديد، ظاهرة الـ"بي دي إف" تذبح الكتب الورقية.
ما عدد من يتابعونك على السوشيال ميديا؟
خمسة آلاف متابع، من يشترون الرواية ليسوا منهم.
ماذا عن السرقات الأدبية؟
كاتب يستسهل ويسرق الأفكار من كتاب أو فيلم، المشكلة أن لديه كما هائلا من المتابعين، فيصعد على أكتاف غيره، أو كاتب مشهور لديه قاعدة من الجمهور ولا يجد موضوعا، فيستعين بشباب ويسرق أفكارهم كما حدث في مسلسلي " زلزال" لعبد الرحيم كمال، "ابن الغلابة" المسروق من عمل تركي، ايضا السرقة السوداء أو الكتب المضروبة التي تباع في سور الأزبكية و "النبي دانيال" بالأسكندرية، مما يعود بالخسارة على دور النشر.

الكتابات الاباحية
هل يمكن للأدب أن يشارك في حل قضايا المجتمع؟
بالطبع، في "حنين زائف" سيجد القارئ استغلالا للبشر، من يقرأ يسأل نفسه اية شخصية أقرب إليه،أضع شخصيات حقيقية حتى في الروايات الخيالية ليرى القارئ أثره في المحيطين به، هذه رسالة.
ما رأيك فى الكتابات الاباحية؟
أدير ظهري لكتابة المشاهد الإباحية، حتى لا أؤذي القارئ ولا ينفر مني، هذا الأمر سيجعلني في النهاية أخسر شريحة كبيرة من القراء، القلم رسالة،" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، لقد كسبت جمهورا كبيرا وأحاول الحفاظ عليه، لأحظى باحترامه، وأظهر البطل دائما بصفات حميدة تتفق مع أخلاقيات المجتمع.
ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
"كفر الهلع" لها مكانة خاصة بالنسبة لي، حلم تمنيت أن لا ينتهي، استيقظت من النوم لأكتبه، انتهيت منه في ثلاثة أشهر، والشخصيات كانت تتحرك أمامي لمدة 15 يوما، أول رواية كتبتها بشغف وحب، كل رواية لها حالتها، أهدافها، متعتها.
لماذا تكتب؟
الكتابة بالنسبة لي تفريغ لتجارب مررت بها، قراءات ومعلومات بشكل غير مباشر أقدمها للقارئ، خبراتي التي أوظفها من خلال الأحداث والحبكة، والكتابة أيضا أخرجتني من أزمتي العاطفية وأدخلتني عوالم أخرى اندمجت فيها مع أبطال الرواية.
من شجعك؟
موهبة الكتابة ظهرت لدى في الصف الخامس الابتدائي، كنت أشف رسوم الكاريكاتير من كتاب القراءة وأكتب عليه "كوميكس"، عندما كبرت بدأت أكتب قصصا، أول فتاة أعجبت بها كتبت إليها خطابا أحكي لها فيه قصصا قصيرة، والدتي طلبت مني أن أستمر في الكتابة،وقفت جانبي كثيرا، كما أدين بالفضل إلى روايات الجيب.
هل تتعايش مع أبطال أعمالك؟
عندما أضع نفسي في إطار غير طبيعي أعيش حياة البطل، أكتب لأرى أشياء غير طبيعية يتعرض لها، رواية "السراب" بدأت في كتابتها الساعة الثالثة فجرا بعدما تخيلت شخصا يجري خلفي، درجة اندماجي تجعل الرواية حقيقة حتى لو كانت تعتمد على الخيال.
ما أحلامك في الفترة المقبلة؟
أتمنى أن لا تتوقف دماغي عن الكتابة، وأن أكتب حتى أموت، وأصل لكل الناس، من يعرفني ومن لا يعرفني، لا أستهدف شريحة عمرية بعينها، فقد أشاد بي الكبار وأتمنى كسب ثقة هذا الجيل، وأشجع أي قلم جديد.

محمود إمام
آخر الأخبار