السبت 26 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

مخطوطات صنعاء ... كتبت في القرن الأول الهجري

Time
الاثنين 10 مايو 2021
View
20
السياسة
إعداد – أحمد القعب:

"يقول الله تعالى في كتابه الكريم "إِنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فقد حفظ المولى القرآن الكريم في الصدور حتى بدأ جمعه في عهد الخليفة أبي بكر عن طريق النسخ من مخطوطات أغلبها من جلود الأغنام والغزال، ثم تبارى النساخ في نقل النصوص المقدسة على مدار عهود، وتسابق على نسخها الخطاطون، حتى امتلأت الدنيا بنسخ القرآن بأشكال وألوان وخطوط مختلفة، وظلت الاجيال تتناقلها الى ان وصلت الينا لتكون شاهدة على حفظ المولى للذكر الحكيم الى ان تقوم الساعة...وفي هذه الحلقات نستعرض بعض المخطوطات التى وصلتنا من عهود موغلة في القدم."

تعرف المخطوطات التي نعرضها اليوم بمصاحف اليمن أو مخطوطات صنعاء، وتعد واحدة من أقدم المخطوطات القرآنية التي وصلت الينا ، اذ يرجع تاريخها للفترة ما بين القرن الأول الهجري وحتى الخامس الهجري، وهي مجموعة من المخطوطات لمصاحف وصفحات للقرآن الكريم عثر عليها في أكياس مخزنة لمئات السنين، خلال أعمال ترميم الجامع الكبير في صنعاء عام 1972، مع عدد كبير من المخطوطات المنسوبة للفقهاء والعلماء تنتمي للقرون الاولى .
قدرت اعداد تلك المخطوطات بأكثر من 40 ألفا، منها مصاحف وصل عددها لأكثر من 900 مصحف، الكثير منها غير مكتمل، بعدد رقوق وصل لأكثر من 12 ألف رق، كتبت فى فترات زمنية مختلفة من القرنين الأول وحتى الخامس الهجري.
اما تاريخ اقدمها فيعود لأكثر من 1300 عام مضت ، حسب ما كشفته التقنيات الحديثة في الكشف عن تاريخ الآثار والجلود، كما وجد أن أقدم مخطوطة بها كتابات مطموسة وفوقها كتابات للقرآن، وكلاهما مطابق للنص القرآني الحالي.
أدى الكشف عن تلك المخطوطات إلى إعادة تشكل قائمة أقدم المصاحف، إذ أشارت تقنيات الكشف بالأشعة فوق البنفسجية أنها الأقدم ويرجع بعض الأوراق فيها لعهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وفقا لنوع خط المخطوطة، الذي كتبت فيها الآيات بالخط الحجازي القديم، المستخدم فى عهد سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم. تحمل المخطوطة الأقدم الآيات 265 حتى 271 من سورة البقرة، بالخط الحجازي النادر الذي كان أول خط كُتب به القرآن قبل الخط الكوفي أو العباسي ، وغيرها من الخطوط القرآنية للعصور التالية لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
يبلغ عدد رقوق مصحف صنعاء 275 رقًا، وهو أكثر المصاحف احتواءً على القرآن الكريم إذ يقدر نسبة 86 في المئة، واعتمد على نسخ المصحف بتسلسل مشابه لما هو متعارف عليه في الوقت الحالي مع بعض التغيرات البسيطة، مثل الإشارة لعدد من النقاط مع نهاية كل آية، ومستطيل أفقي مزخرف مع نهاية كل سورة قرآنية، ودوائر مع انتهاء كل 10 آيات. من بين المخطوطات أيضا مصحف آخر، مكون من 60 رقً، بالخط الحجازي القديم بحجم كبير يصل لقرابة 40 سم ارتفاعًا و23 سم عرضًا، فقد منه الكثير من الرقوق، مما غير من التسلسل الطبيعي لما هو في المصحف الأول والمشابه للمصحف الحالي، ولكن بعض هذه الرقوق المحفوظة حاليا في دار المحفوظات بصنعاء تعاني من التلف ، لكن بشكل جزئي لحسن الحظ ، وفي 28 رق منها فقط يمكن قراءة الجزء العلوي منها ، اما تلك المجموعة التي تحتفظ بها المكتبة الشرقية فحالتها أفضل بشكل كبير، وان كانت مخاوف المهتمين بالتراث قد تصاعدت مؤخرا خشية تأثير الظروف الحالية في اليمن على سلامة ذلك الكنز من المخطوطات التي لا تقدر بثمن .
آخر الأخبار