الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

مخلّص الكويت منذ متى ولماذا؟

Time
الثلاثاء 04 يوليو 2023
View
9
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

بادئ ذي بدء، ما سأكتبه لست أنوي منه إلا إرسال رسالة لمن يهمه الأمر أن يقرأ ويستوعب المشهد السياسي جيدا، لكي لا يقع في خطأ سوء التقدير، أو يبني آمالا في غير محلها.
انتهت انتخابات مجلس الأمة الأخيرة، ووصلت أغلبية تعبر عما يريده الناخبون من مطالب وآمال، وتطلعات يحتاجونها في وطنهم. وما أود أن الفت الانتباه إليه هو ظهور ما يسمى الشخص المخلص أو المنقذ في السنوات الأخيرة، وهو شخص يعتقد الناس أنه سيكون مميزا، ولديه قوى استثنائية، وسيحقق لهم كل أمانيهم و أحلامهم. وتكررت هذه الشخصية على شكل نائب أو وزير كانت له تصريحات، أو إنجازات شعبية خلال فترة عمله.
نحن لسنا بصدد تقييم أدائهم ومصداقيتهم، ولسنا بصدد ذكر خذلان بعضهم لمن توسم بهم خيرا وعقدت عليهم آمال أكبر منهم.
لكننا نريد أن نوجه تساؤلا إلى من يهمه الأمر، منذ متى الشعب الكويتي يبحث عن شخصية أسطورية يلبسها إلى شخص معين لكي يحقق لهم المستحيل؟
هل المستحيل الذين يحلمون به، ويحلمون أن شخصا معينا سيحققه لهم فعلا، أم هي حقوق، ومطالب كان من المفترض أن تتحقق دون اللجوء والبحث عن الأسطورة الذي سينتصر لهم لو كان البلد ليس فيه فساد أو تخبط إداري؟
هل نحن نعيش في قرية في الغرب الأميركي القديم المتوحش، وننتظر زورو يخلصنا من الأشرار وقطاع الطرق؟
نتمنى ان يقرأ صاحب القرار، ويفهم ويتفهم جيدا مدى فداحة ما حدث للمواطنين، وما ارتكب ضدهم من حرب نفسية بشعة جعلت من بعضهم يفقد احساسه بالوطنية من هول ما تم تحميله من هموم شخصية، وخوف على مصالحه لانها ربطت بطريقة جدا مكشوفة وممنهجة، بشخصيات هو نفسه يكرهها، ولكنه مضطر للتمسك بها لأنه تعود واعتمد على نفوذه، وذاك الذي بالكاد أن يخسر والآخر الذي أخذ المركز الأول، والجميع يعلم أنهم ما حصلوا على أرقامهم الكبيرة إلا من خوف من انتخبهم على نفسه لأنه تعود خلال العشرين سنة الماضية على ربطه بسلسلة من رقبته حلقاتها وظائف وعلاج في الخارج وغيرهما، جعلته في النهاية يفقد الاحساس ويصوت لمن لا يستحق، ويعلم يقينا انه مضر لغيره، لكنه لا يأبه لأن ضميره مات، وآمن أن مصيره مربوط به. أنا وغيري كثير لا نؤمن بالأشخاص، بل الإنجاز والنتائج، البلد بحاجة إلى خطة طوارئ وعمل شاق لإنقاذه، وإصلاحه من بعد فساد طويل، وعملية التفخيم والتمجيد لم ولن تنفع تلك الشخصيات ولم تنفع الكويت بشيء، فإن كنتم فعلا تحبون الكويت خاطبوا الناس للكف عن تمجيد الأشخاص، ووجهوهم للعمل، أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يعيننا الله على الإصلاح.
ويجب أن تستمر القيادة السياسية بتوجيه رسائل واضحة للجميع، وأن عهدهم ولى، وأننا دخلنا عهد الكفاءات والإصلاح، و تيسيرالحقوق والتعجيل بها.

كاتب كويتي

آخر الأخبار