الجمعة 20 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

مدرسيات!

Time
الخميس 04 مايو 2023
View
9
السياسة
د. حمود الحطاب

تحت كل الظروف ولا عذر لأحد، فالاب أو الأم، أو الجد أو الجدة، هم من يوصلون الابناء الى المدارس من رياض الاطفال وحتى الجامعة، سمعتوني زين؟
أما السواقون الآسيويون، أو أيا ما كانوا وانواع الخدم والمساعدين، فليست من مهماتهم احتضان الابناء الى المدارس، وكل عذر في هذا المجال فمرفوض تماما.
سأقول لكم يا اولياء الأمور: اختلفت اثنتان مع بعضهما في من يوصل الابناء الى المدارس، وطال النقاش من دون نهاية، فقالت إحداهما للأخرى: هل تقومين بايصال اكياس الزبالة الى حاويات الزبالة؟
فقالت صاحبتها: هذه مهمة الشغالات، والخدم والسواق، أحيانا.
فردت عليها صاحبتها: وهل عيالك اكياس زبالة حتى يوصلهم الخدم والسواق الى المدارس؟
فسكتت صاحبتها، واستحت من نفسها، وقررت احتضان عيالها في قلبها يوميا لايصالهم للمدارس... مثلا ضربته لكم.
اسمعوني ايها الاولياء: شاهدت كثيرا سواق السيارات ينزلون عيال الناس من ابناء الابتدائي وبنات الابتدائي، ينزلونهم عبر شارعين يفصلون مكان نزولهم عند المدرسة، فيعبر التلاميذ الشارعين بكل ما فيهما من خطر الموت المحدق، ويذهبون للمدرسة؛ وليس في كل مرة تسلم الجرة.
وسواق آخرون يجلسون الطفلات والاطفال في أحضانهم، طبعا من شدة العطف عليهم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ايصال الاطفال للمدارس متعة تربوية، وعطف ورحمة ما بعدها.
كم شعرت بالسعادة وانا ارى اكثر من جد يأخذ حفيدته او حفيده من رياض الاطفال، ويحملونهم على قلوبهم الى السيارات.
مزح معي أحد الاجداد وحفيدته تسوقه بعد انتهاء الدوام الى الالعاب المقابلة للروضة، وقال لي: ما اقدر عليها؛ ما يقدر على حبها بكسره بأن يرفض لها أمرا.
وأنا شخصيا أترجى ابنائي رجاءً أن يتكرموا عليَّ بالموافقة على ايصال الحفيد الى روضته، إنها لحظات المرح والسعادة؛ لحظات التعلم؛ لحظات الرحمة؛ لحظات استمرارية المودة بين الاجيال؛ والمحروم من حرم الله.
الاقرع بن حابس صحابي جليل قال إن له عشرة من الولد ما قبل واحدا منهم، فنهاه النبي عن ذلك وعاب فعله؛ وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قَالَتْ: "قدِم ناسٌ مِن الأَعْرابِ عَلَى رسولِ اللَّه(صلى الله عليه وسلم) فقالوا: أَتُقبِّلونَ صِبْيَانَكُمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قالوا: لَكِنَّا واللَّه مَا نُقَبِّلُ، فَقَالَ رسولُ اللَّه: أَوَ أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّه نَزعَ مِنْ قُلُوبِكُم الرَّحمَةَ"( متفقٌ عَلَيْهِ).
لقد قمت برعاية وتوصيل كل ابنائي من الابتدائي والى الجامعة، والى ان امتلكوا السيارات، وساقوا بأنفسهم، فإن صحبة الاحفاد عظيمة جدا في وقعها النفسي، وهي مجلبة للسعادة...في أمان الله.

كاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار