الأخيرة
مراكز القوى!
الثلاثاء 06 أغسطس 2019
5
السياسة
طلال السعيديتكلمون عن اجتماعات سرية تحدث بين حين واخر بشأن مستجدات الساحة السياسية، ثم ينشرون ما دار في هذه الاجتماعات السرية، او تلك، بالتفصيل الممل، فكيف يكون الاجتماع سريا، ومن أين جاءتهم تلك المعلومات اذا كان الاجتماع سريا، وهل هي بالفعل معلومات قابلة للنشر ام انها راجعة لتقدير الشخص نفسه الذي تلقى تلك المعلومات وسربها لوسائل التواصل الاجتماعي، حتى اصبحت في متناول الجميع؟، بل اذا كانت المعلومات التي تنشر صحيحة فلم تعد هناك سرية او داع للاجتماعات السرية، طالما هناك من يسرب فحوى كل اجتماع يفترض ان يكون سريا؟ مثال ذلك يتحدثون عن اجتماع سري بين اعلى سلطتين في البلد ثم يتحدثون عن فحوى هذا الاجتماع، فهل معقول ان رئيس المجلس او رئيس الحكومة سرب احدهما ما دار في هذا الاجتماع السري، من الصعب جدا ان يدخل العقل مثل هذا الكلام، الا انه متداول، وكأن الخبر صحيح، خصوصا ان الحديث عن قضايا تدخل في أمور السيادة، مثل التجنيس الذي يؤكد احدهم ان هناك أمراً بتجنيس كل حملة احصاء 65، وان الجهات التنفيذية لم توافق الاّ على تجنيس 300 فقط، وهم برأيهم المستحقون فقط، فمن نصدق من هؤلاء، وهل يتفق مع مصالح البلاد العليا نشر مثل هذا الكلام، اذا كان صحيحا او مشكوكا في صحته، مع العلم ان بعض المغردين يؤكد ان مصدره رفيع المستوى، ويذكره بالصفة، وليس بالاسم، والطرف المعني لا يتحرك، ولا حتى يحرك دعوى، الا اذا كان راضيا عن كل ما يجري وعن تلك التجاذبات التي تكاد تعصف ببلدنا؟نحن كلنا نعلم ان هناك صراعات قوية بين مراكز قوى في البلد، كل مركز يحاول ضرب الاخر، ويجند المغردين، من داخل وخارج البلاد، لخدمة أهدافه، وهناك ملايين تصرف لتحقيق تلك الأهداف التي بعضها قد يكون مشروعا لكن أكثرها غير مشروع.الان اصبح مهما جدا ضرب مراكز القوى التي لم تعد خافية على احد، فالبلد لا يتحمل صراع تلك المراكز التي تحاول ان تنفرد بالقرار!يجب ان يعرف الجميع ان البلد محكوم، وان القرار لا يزال بيد اصحاب القرار...زين.