منوعات
"مراكش الدولي للسينما" كرّم الفرنسية أنييس فاردا
الثلاثاء 04 ديسمبر 2018
5
السياسة
مراكش (المغرب) - أ ف ب: دعت المخرجة الفرنسية أنييس فاردا البالغة 90 عاما أوساط السينما إلى الاهتمام "بالعالم المهدد"، خلال تكريمها ضمن فعاليات مهرجان "مراكش الدولي للسينما" في المغرب.وكرست المخرجة وكاتبة السيناريو والممثلة والمصورة عملها للأفلام الوثائقية في السنوات الأخيرة. وهي فازت بجوائز عدة، منها "الأسد الذهبي" في مهرجان "البندقية"، "السعفة الذهبية الفخرية" في "كان"، و"سيزار" أفضل فيلم وثائقي.وقالت فاردا قبل تسلمها "النجمة الذهبية" من ولديها روزالي وماتيو، برفقة صديقها الفنان جي أر، الذي أخرج معها فيلمها الوثائقي "فيزاج فيلاج"، "أؤمن بحب الآخرين وتقديرهم وتقدير عملهم".وقالت لوكالة "فرانس برس" على البساط الأحمر: "سعيدة بوجودي هنا، لأني منذ تقدمت بالسن، وأنا متقدمة بالسن منذ فترة (..) أحصل على الكثير من التكريمات والجوائز والشهادات لأني مثابرة. فأنا أحافظ منذ فترة على سينما غير تجارية لا تدر المال، بل تقوم على التشارك والتفاهم".وتعتبر فاردا من آخر ممثلي "الموجة الجديدة" في السينما الفرنسية.ومن أفلامها "بوانت كورت" (1954) مع فيليب نواريه، "كليو دو 5 آ 7" (1962)، "مور مور" (1981)، "سان توا ني لوا" مع ساندرين بونير (1987)، و"لي غلانور إيه لي غلانوز" (2000).وقالت فاردا بتواضع الكبار: "أشعر بأني صغيرة جدا، إلى جانب بعض الفنانين أصحاب المواهب الكبيرة في هذه القاعة".واعتلى المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي خشبة المسرح للاشادة بالمخرجة الفرنسية المخضرمة.وكان موعد حضور ومتابعي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ17، مع المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، ضمن فقرة "محادثة مع .."، ومع المخرجة الفرنسية أنييس فاردا ضمن فقرة "التكريمات"، في وقتٍ واصل فيه الممثل الأميركي روبرت دي نيرو حضوره الطاغي لليوم الثاني على التوالي، ناثراً عبق تجربته السينمائية، من خلال برنامج تواصلي، جمعه بالإعلاميين والمهنيين، قبل الانتقال إلى ساحة جامع الفنا، حيث عرض له، في ثالث أمسيات التظاهرة، فيلم "المحصنون" لمخرجه براين دي بالما، الذي يلعب فيه دور البطولة، ما أكد قيمة الفنان المخضرم وتواضعه في آن واحد. ويستمر عرض الأفلام المبرمجة في مختلف الفقرات، ومنها المسابقة الرسمية. أما على البساط الأحمر للتظاهرة، فقد شهد الجمهور مرور عدد من مشاهير السينما المغربية والعربية والعالمية.لأنه يبقى واحداً من الوجوه البارزة والرئيسية في السينما العالمية، فإن حضور درسه السينمائي، يبقى من أعز ما يطلب بالنسبة لمن يعشق السينما، أو يتطلع إلى تطوير أدائه وإغناء تجربته بتجارب الكبار الذين سبقوه إلى ميدان الفن السابع.في حديثه بمهرجان مراكش، استعاد المخرج الفذ سكورسيزي طفولته وعلاقته بالسينما، متوقفاً عند التحولات التي طالت الفن السابع، مستشرفاً آفاقه المستقبلية في ظل التحولات التقنية الجارية. كما تحدث عن أفلامه كاشفا وجهة نظره حول الإخراج، ذاكراً جانبا من صداقاته وعلاقاته الفنية والإنسانية، وفق "إيلاف".في مراكش، لا يكف سكورسيزي عن توزيع الابتسامة. هو يعشق المغرب ومراكش. هذا ما يحرص على تأكيده كلما زار البلد والمدينة. ويقول إن تصوير فيلمي "الإغراء الأخير للمسيح" و"كاندون" بالمغرب، مكنه من "استحسان روح الشعب المغربي وجمالية ثقافته"، وهو الذي يتردد على المغرب منذ 1983، كما صور به فيلما يعتبره قريباً إلى قلبه، هو "الإغراء الأخير للسيد المسيح". ويشدد على أنه يتفاعل بشكل جيد مع بلد رائع وشعب مضياف. يحتفظ سكورسيزي بعلاقة خاصة مع المغرب، تتلخص، أساساً، في عدد المرات التي شارك فيها بمهرجان "مراكش"، واختياره تصوير عدد من أفلامه بالمغرب، فضلاً عن العلاقة الجميلة التي ربطته بموسيقى وتجربة مجموعة "ناس الغيوان" الشهيرة.وسبق تكريم مارتن سكورسيزي ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان "مراكش"، كما وشح بوسام "الكفاءة الفكرية" من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، اعترافاً بجدارته الفكرية.وعاد سكورسيزي إلى المدينة الحمراء، خلال الدورة السابعة للمهرجان، حيث حضر في ساحة جامع الفنا عرض فيلم "الطيار"، بصحبة النجم العالمي ليوناردو دي كابريو. كما عاد، بمناسبة الدورة العاشرة، إلى المدينة الحمراء، حيث سلم الممثلة الشهيرة كاثرين دونوف نجمة تكريم السينما الفرنسية.ويعد سكورسيزي أحد أبرز المخرجين، الذين عرفتهم هوليوود، حيث أخرج العديد من الأفلام التي هزت الساحة النقدية، وهو حاصل على العديد من الجوائز، وسبق له أن صور فيلم "الإغراء الأخير للسيد المسيح" (1988) وفيلم "كاندون" (1995)، باستديوهات "الأطلس" بورزازات (جنوب المغرب). ومن بين أهم أعماله "سائق التاكسي" مع الممثل روبرت دي نيرو، و"الإغراء الأخير للسيد المسيح" مع الممثل وليام دافو، و"كازينو" مع شارون ستون، و"عصابات نيويورك" و"الطيار"، مع ليوناردو دي كابريو. كما أنتج عدة أفلام وثائقية. وهو مؤسس ورئيس مؤسسة الفيلم ومؤسسة السينما العالمية، وكلاهما هيئة خيرية تسعى إلى حفظ وحماية الأفلام السينمائية.