مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي... مساحة للحوار والمعرفة

أندريا لوريا

يُعرف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي (JACC) بشكل غير رسمي باسم دار الأوبرا الكويتية، وهو مركز ثقافي في الكويت يقع على طريق الخليج بالعاصمة الكويت. وهو محور المنطقة الثقافية الوطنية الجديدة في الكويت.
ويتألف من مركز المسرح ومركز الموسيقى ومركز المؤتمرات والمكتبة الوطنية للوثائق التاريخية. ترتبط جميع مباني المركز بعضها ببعض، ويمكن الوصول إليها عبر منصة ذات مناظر طبيعية، تضم موقف سيارات وحديقة عامة تضم نافورة موسيقية وراقصة تطلق المياه حتى ارتفاع 80 مترًا، مما يوفر تجربة ساحرة للجمهور.
مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي... هو أكبر مركز ثقافي ودار أوبرا في الشرق الأوسط ومعه متحف حديقة الشهيد، ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، الذي سبق أن وصفته في مقال سابق هنا في هذه الجريدة، بأنه جزء من المنطقة الكويتية الوطنية الثقافية (المعروفة أيضًا باسم KNCD).
فالمنطقة الكويتية الوطنية الثقافية KNCD هي مشروع تنموي بمليارات الدولارات في الكويت يركز على الفنون والثقافة وهي أحد أكبر الاستثمارات الثقافية في العالم اليوم. فالمنطقة الثقافية الوطنية بالكويت عضو في شبكة المناطق الثقافية العالمية.
تم افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، الذي سمي على اسم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، في31 أكتوبر2016، تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبحضور أمير البلاد. وتم شراء المشروع على أساس التصميم والبناء، وكان الانتهاء منه في 22 شهرًا. وتم تعيين دارSSH من قبل شركة الهاني كمستشار تصميم.
ويعرض مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي (JACC)، الذي يقع على الشواطئ الغربية للمنطقة الثقافية الوطنية بالكويت، الفنون المسرحية ويخلق متسعًا مسرحيًا على مستوى عالمي في بيئة متنزهات واسعة. ويشكل المنطقة الثقافية الوطنية الجديدة في الكويت جنبا إلى جنب مع مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي.
إن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، هو ملك الديوان الأميري ويعتبر مساحة عامة متعددة التخصصات تسعى جاهدة للترفيه والتثقيف والإلهام لشعب الكويت. وبرنامج المركز مفتوح لكل جيل وقطاع من المجتمع مع مجموعة كبيرة من الفعاليات المنظمة في الموسيقى والمسرح والأفلام وورش العمل والكلمة المنطوقة.
تم تصميم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من قبل الاستوديو المعماري الكويتي SSH، الذي عرض العديد من المباني العامة المثيرة للاهتمام، ولكن جميعها تقع في الشرق الأوسط، وليس في الاتحاد الأوروبي أو القارات الأخرى. كل هذه المباني موجودة فقط في الشرق الأوسط واستوديو SSH ليس نجمًا معماريا عالميًا مثل جون نوفيل، الذي ذكرناه مرات عدة والذي صمم متحف اللوفر ومتحف قطر الوطني، ولكن مشروع استوديو SSH لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مثير جدا للاهتمام وأنا أحبه.
يتكون مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من أربعة مبان، بتصميم ثوري مكون من أشكال هندسية مستوحاة من العمارة الإسلامية. تخلق هذه الزخرفة قشرة خارجية متلألئة غنية بالنسيج ومغلفة بالتيتانيوم والزجاج مع بعض ألواح المشربية متفاوتة الكثافة. مما يوفر حماية مناخية وخلق مساحات عامة درامية مع تفاعل الضوء والظل.
الهياكل الداخلية مصنوعة من الخرسانة، وتنظم درجة الحرارة من خلال الكتلة الحرارية. فأكثر من 8000 متر مربع من الخط الزخرفي مدمج مع عناصر الكسوة الداخلية، كما تتميز بأقوال الشيخ التي تحمل الاسم نفسه والتي تعزز الثقافة والتنمية.
التأثير الجمالي للضوء الخارجي مذهل وهو مصنوع في الغالب من ألواح التيتانيوم، وتبدو المباني كما هي أبدًا، فهي تتغير مع الضوء والظروف الجوية والنهار. وتم تصميم مجمع مركزالشيخ جابر الأحمد الثقافي ليشبه المجوهرات، ويعكس أشعة الشمس، ويجب أن أقول إنه يعمل بشكل مثالي.
ديكور المركز معقد، وكما قلت من قبل، فإن المباني لها أشكال هندسية مركبة، مستوحاة من الزخرفة الإسلامية التقليدية التي تخلق قشرة خارجية غنية بالنسيج لكل مبنى، مما ينتج عنه تعقيدا وحداثة. حيث تبدو المباني وكأنها "مونوليث" كبيرة، وليست مقرفصة بل مهيبة، كأنها جسم فضائي من الخارج هبط للتو هناك. فالتأثير مثير للاهتمام.
تجلس المباني مثل الجواهر داخل حديقة عامة كبيرة، والمباني كلها معًا عبارة عن معالم مدهشة لها تأثير قوي على المنطقة، مما يغير شكل المنطقة الساحلية لمدينة الكويت.
إن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ليس فقط مجمعًا قويًا للعلامات الأرضية، ولكنه في الوقت نفسه يقوم أيضًا بإنشاء مساحات عامة مهمة أدناه، تستفيد من تفاعل الضوء والظل. ويمكن للزوار التنقل عبر المصاعد المكيفة والمركبات المتحركة.
كما أن التصميم الداخلي للمركز متطور أيضًا، وتتميز الردهات بالخط الزخرفي عبر الأجنحة الأربعة، حيث تم تصميم أكثر من 8000 متر مربع من الخط في كسوة المسارح، وقاعات الحفلات الموسيقية والمكتبات.
إضافة إلى أن كل مبنى داخلي مغطى بلوحة من الحجر والزجاج المزخرف، وأشكال خطية ذهبية وتشطيبات وأنسجة داخلية فاخرة أخرى.
ومن السمات الداخلية الرئيسية للمجمع ثريا متجانسة تزن 22 طنًا مع 220000 مصباح LED تضيء بهو مدخل مبنى المسرح وتقدم نفسها في مجموعة متدرجة من الزجاج المتساقط، مما يوفر مشهدا آسرا للزوار.
تستخدم جميع الأماكن داخل هذه المباني، أحدث التقنيات وأنظمة البرامج لتشغيلها. تستوعب هذه القاعات حوالي 5700 مقعد معا.
إن مهمة المركز طموحة للغاية لأنها تريد أن تكون منصة للتبادل التعليمي والثقافي؛ علاوة على ذلك، تعمل كمحطة ترفيه وثقافة مؤثرة ومساحة منتجة للمنطقة. ويوفر المركز مساحة للحوار وعرض المهارات.