الخميس 10 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

مريض السرطان

Time
الأربعاء 03 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

حين يكون المواطن الكويتي مصاباً بمرض عضال، كفانا وإياكم الله شر المرض، وحالته حرجة جداً ثم يراجع مستشفى "حسين مكي"، ويقال له إن مصل كشف الأورام غير متوفر حالياً، وعليك مراجعتنا بعد شهرين، ماذا يفعل، خصوصاً وهو يرى المرضى من الإخوة الوافدين يتوفر لهم العلاج من دون مواعيد، ويحتلون الغرف الخاصة، ويستمتعون بكل سبل الراحة؟
فما هي حقيقة ما يجري في مستشفى "حسين مكي الجمعة" للأورام، ولماذا يطرد المواطن ويستقبل الوافد، ولماذا بلدنا كريم لغير أبنائه بخيل على أبنائه، ولماذا يطرد المواطن بحجة عدم وجود المصل، بينما يتوفر المصل نفسه من دون موعد للوافدين بسهولة ويسر حتى من قدم منهم للبلاد بـ"كارت زيارة"، ولم يدفع تأميناً صحياً، ولماذا استقال مدير المستشفى النشط والحريص على أهل الكويت الدكتور العوضي، ولَم يسأل أحد عن سبب استقالته واستمر الأمر من بعده يسير بالمستشفى من سيئ إلى أسوأ؟
هل تكرم وزير الصحة أو وكيله بالسؤال عن سبب عدم وجود الأدوية في المستشفى، بينما بعض المرضى حالته حرجة جداً وتحتاج إلى علاج فوري، وما الذي يفعله مريض السرطان الذي لا واسطة لديه تبعثه إلى الخارج لتلقي العلاج، وعلاجه لا يتوفر في هذا المستشفى الذي أصبح الأخير في المنطقة بعد أن كان الأول من دون منازع؟
إلى متى والإدارة العليا في الصحة لا تلتفت لهذا المرفق المهم جداً، والذي تزداد الحاجة إليه يوما بعد يوم، ويزداد شُح الأدوية، والمخلص يستقيل، ولا يوجد أحد يسأل أو يراقب أو يتابع أو يعرف أين تذهب أدوية هذا المستشفى بالذات، إن لم تكن تهرب للخارج خصوصا أنها أدوية غالية الثمن في سوق الأدوية، ومن يصرفها للناس يعرف أهميتها ويعرف تمام المعرفة غلاء ثمنها، ويعرف أيضا حاجة المرضى اليها، أما حين يقال لمريض بهذا المرض الخبيث:"راجعنا بعد شهرين حتى يتوفر المصل"، فإنه بمثابة حكم مسبق بالإعدام على مريض لا يرجى شفاؤه من طبيب قد يشك في شهادته قد قدم إلينا من بلد لاقيمة للإنسان فيها؟
فهل يرضى وزير أو وكيل الصحة أن يطرد المرضى الكويتيون بهذه الصورة من مستشفياتهم بينما"عيال الناس" يستمتعون بخدمات هذا المستشفى وحجتهم أنهم يتعاملون مع المريض كحالة وليس كجنسية، وإذا سلمنا بالأمر أليس المريض الكويتي حالة أيضا يجبرهم الواجب على التعامل معها، وليس إعطاؤها موعداً بعد شهرين والحالة حرجة، فهل انتزعت الرحمة من قلوب مسؤولي الصحة تجاه المواطن الكويتي بهذه الصورة، بينما التعاطف على أشده مع الوافدين المرضى الذين يتعذرهم بلدهم ليعالج عندنا، ولا جزاء ولا شكورا فهل من مجيب... زين؟
آخر الأخبار