مريم الصالح: المسرح ليس من أولويات الحكومة

كتب - مفرح حجاب:


عاودت ديوانية فرقة المسرح العربي فتح أبوابها أمام الندوات الفنية والثقافية مجددا، لاستعادة ألق الصالونات الفنية والثقافية التي اعتادتها في عهد الفنان الراحل فؤاد الشطي، وافتتحت مساء أول من أمس الفنانة مريم الصالح ندوات هذا الموسم بالحديث عن مسيرتها الفنية الرائدة، وقد حضرها حشد كبير من نجوم الفن والثقافة كان أبرزهم الفنان شادي الخليج، الأديب عبدالله خلف، الفنان محمد جابر، الأديبة ليلى العثمان، عضو مجلس إدارة جمعية الفنانين بندر المطيري ورئيس مهرجان الكويت للمونودراما جمال اللهو، فضلا عن رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي المخرج أحمد الشطي وعدد كبير من المنتسبين للفرقة والمهتمين بالشأن الفني والثقافي.
استهل الحديث رئيس الفرقة أحمد الشطي مرحبا بالحضور ومشيدا بمسيرة الفنانة مريم الصالح، وقال ان الديوانية ستقام بشكل أسبوعي كل يوم اثنين وسيكون هناك تكريم شهري لأحد الرواد في الساحة الفنية من أجل أن يعود ملتقى الفنانين من جديد في هذا المكان، مشددا على أن الرواد هم المعلمون والسند الحقيقي للجميع.
وأوضح أن افتتاح الديوانية بندوة للفنانة مريم الصالح ليس لكونها رائدة من رواد الحركة الفنية في الكويت فحسب، ولكن لأنها أول امراة كويتية وقفت على خشبة المسرح وفتحت الباب أمام العديد من الفنانات في الكويت للعمل في المجال الفني منذ العام 1962، متمنيا أن تظل تعطي للساحة الفنية المزيد من الأعمال.
من جهته أعرب مقدم الندوة المخرج والمحامي حسن المتروك عن سعادته بوجود قامات فنية كبيرة في الندوة، لاسيما في مثل هذه الندوة لفنانة اقتحمت المجال المسرحي في توقيت صعب للغاية ثم جاءت بالفنانة مريم الغضبان من أجل تقديم أعمال الفنية.
من ناحيتها وجهت الفنانة مريم الصالح الشكر لفرقة المسرح العربي على هذه اللفتة ورحبت بالحضور، وقالت ان التواجد بفرقة المسرح العربي ذكرني بأيام الشباب، حيث افتخر دائما أنني من تلامذة المسرحي الكبير زكي طليمات، الذي كانت له رؤية مهمة في تطوير الحركة المسرحية، سواء في تكوين فرق مسرحية أو إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية، مشيرة إلى أنها بدأت تمارس التمثيل وهي في الصف الثالث الابتدائي ثم قدمت مسرحية "ملح طعام" وبعدها "الملك لير" وفي المرحلة المتوسطة قدمت مسرحية "نسيبة بنت كعب" وحصلت من خلالها على ميدالية ذهبية.
وأضافت: كنت أحلم دائما بما يحدث في الأفلام المصرية وتمنيت أن أكون ممثلة وحين كنت لدى الجيران قالت صديقتي إن الإذاعة يطلبون فتيات للتمثيل، فاتصلت وتم قبولي، ووالدي كان موافقا على عملي لكن والدتي عارضت الأمر، لكني في النهاية شاركت في احدى المسرحيات، وكانت أول مسرحية شاركت فيها باللهجة المحلية هي "سكانة مرته" وتوالت بعدها الأعمال، لافتة إلى أنها أصقلت موهبتها بالدراسة وسافرت إلى بريطانيا وحصلت على درجة الماجستير لكن عند عودتها عملت مخرجة في وزارة الإعلام ولم تستطع أن تحقق أي شيء مما درسته فقررت أن تتفرغ للتمثيل.
وفيما يتعلق بما يقدم على المسرح الآن، أوضحت الصالح أنها لا تشاهد الكثير من الأعمال ولا تستطيع أن تحكم على شيء وإنما تعلم أن الفنان عبدالعزيز المسلم يقدم مسرحا جيدا، لافتة إلى أن المسرح مع الأسف ليس من أولويات الحكومة، ولذلك هناك اهتمام بالرياضة وإنشاء ملاعب ونواد أكثر من الاهتمام بالمسرح.
واعتبرت أن المشكلة الأكبر هي أن الكثير من الناس تعمل في المسرح والفن وهي ليست متخصصة ومؤسف أن يأتي أحد في نقابة الفنانين ويقيم شخصا يعمل في الساحة منذ عشرات السنوات، ملمحة إلى أن ذلك ليس مستغربا، لأنها لم تحصل على جائزة الدولة التقديرية إلا بعدما عرفوا أنها على فراش المرض، بل إن الكثير من رفقاء الدرب لم يتواصلوا معها بعد محنة مرضها بشكل جيد.
وفي ردها على أنها حادة في ردودها دائما، قالت أنا ما في قلبي دائما على لساني ولست على خلاف مع أحد نهائيا، خصوصا الرواد سواء سعاد عبدالله أو حياة الفهد، مشيرة إلى أنها لم تتحدث مطلقا عن سبب خلافها مع الفهد مع أحد رغم كل ما حدث.
في المداخلات، أشاد الأديبين عبدالله خلف وليلى العثمان بمسيرة الفنانة مريم الصالح وما قدمته للساحة من أعمال متميزة وتحديها للظروف التي ظهرت فيها، بينما أعلن رئيس مهرجان الكويت للمونودراما جمال اللهو عن أن الدورة السادسة ستحمل اسم مريم الصالح تقديرا لعطائها ودورها في الساحة الفنية، مشيرا إلى انه أراد أن يعلن عن ذلك في مقر فرقة المسرح العربي .