مريم الصباح: "هيا الروح" يناقش قضايا ذوي الهمم

كتب - فالح العنزي:

منذ أن أعلنت عن نفسها كمؤلفة درامية تلفزيونية وكاتبة للأشعار الغنائية الوطنية ما تزال الشيخة مريم ناصر محمد الصباح، تحصد نجاحات كثيرة تدفعها نحو مزيد من التألق في إثراء الدراما المحلية بأعمال مستحقة آخرها مسلسل "هيا الروح"، الذي انتهى المخرج حمد البدري من تصويره في الأيام الماضية.
تقول الشيخة مريم: اعتدت البحث عن موضوعات جديدة ومستحقة الطرح تلفزيونيا منها الفكرة الرئيسية التي تنطلق منها أحداث مسلسل "هيا الروح" وهم فئة ذوي الاعاقة، هؤلاء للأسف البعض من الأهالي، وهذا واقع في مجتمعنا الكويتي، يشعرون بالخجل أو الاستحياء من وجود طفل أو فرد معاق في العائلة الى درجة ان احدى العائلات تقوم بمنع الطفل من الظهور أمام الآخرين وكأنه مرتكب لجرم لا ذنب له فيه، أنا شخصيا أم لثلاث بنات من بينهن واحدة حالة خاصة مصابة بسرطان الكبد، من هنا حملت على عاتقي مسؤولية كتابة عمل تلفزيوني يسلط الضوء دراميا على هذه الفئة من أبنائنا ويظهر الجوانب الانسانية في حيواتهم والبيئة المحيطة بهم.
المسلسل كلاسيكي يأخذنا إلى عوالم العلاقات العاطفية والحب العذري، الذي عادة ما يصطدم بالموقف الرافضة، "هيا" شابة رقيقة من ذوي الهمم تمارس هواية الرماية ورغم إحباط المحيطين بها الا انها تكون شخصية محفزة ومحبة للجميع.
وأوضحت الصباح: في الحقيقة كنت قد انهيت كتابة هذا النص قبل ثلاث سنوات وكان اسمه "نور العين" لكن اقترحت شقيقتي الشيخة موضي، تغيير الاسم الى "هيا الروح" ليكون قريبا بشكل أكبر من ابنتي "هيا"، التي كانت معايشة لكل التفاصيل المتعلقة فيه، وأشارت الى ان هذا المسلسل هو الأول الدي يحمل توقيع اسمها رسميا، حيث كانت ترفض ذلك وقالت: كان والدي رحمة الله عليه رافض مبدأ النشر والافصاح عن اسمي باعتباري من بنات الأسرة وكنت احترم رغبته الكاملة لكن بعد انتشار ظاهرة "السوشيال ميديا" والانفتاح الكبير قررت الاعلان عن اسمي بعد أكثر من عمل فني حمل اسما مستعارا.
ونفت الشيخة مريم، التي تحمل في رصيدها مجموعة من الانتاجات التلفزيونية تراجع الدراما المحلية وقالت: بالعكس لا تزال هي المتسيدة والسباقة في طرح الافكار الجديدة والخلاقة لكنها أيضا مثل أي مجال في حاجة الى تجديد الافكار والتنويع في ما يطرح من قضايا تمس الشارع والافراد وتذهب الى مناطق بعيدة ومساحات رحبة.
وأكدت الصباح، حرصها على التواجد في موقع التصوير ومتابعة إنجاز المشاهد وتجسيدها، خصوصا في الاعمال التي تحمل توقيعها كمنتجة لكن في "هيا الروح" ووجود المنتج الفنان عادل اليحيى، صاحب الخبرة العريقة يقتصر دوري على الحضور ومتابعة الالتزام بالسيناريو والحوار وإبداء الملاحظات في حال وجدت.
وأوضحت أنها متعاونة وتتقبل وجهات النظر كافة ولا تمانع من اضافة أو تعديل أي جملة أو سيناريو النص في حال كان ذلك يصب في مصلحة العمل وقالت: توجد ورشة عمل وبروفة طاولة ويكون الحوار مفتوحا وشاملا.
وكشفت الشيخة مريم، عن أنها قررت خوض تجربة الكتابة في الأغنيات العاطفية من خلال أعمالها التلفزيونية لكنها ستظل مستمرة في كتابة وانتاج الاعمال الوطنية منها "قائد الانسانية" و"الخميس الأسود" وغيرهما. وجددت الصباح، دعمها واحتضان المواهب الشابة وتقديمها بالشكل المطلوب والمناسب الذي يعود بالفائدة على الحركتين الفنية والثقافية وقالت: ان باب شركة الانتاج التي تمتلكها يشرع أبوابه في كل من يرى لديه موهبة أو فكرة خلاقة.
وختمت الشيخة مريم، حديثها بتحضيرها لعمل تراثي صرف انتهت من كتابته سيكون مفاجأة للمشاهدين نظرا لثرائه بالأحداث والمفارقات.