مريم العباد تشارك بفيلم "الوظيفة" في "الشارقة السينمائي الدولي"

تسيّدت التقنيات العالم وتفوّقت الآلات على الأيدي البشرية، فأطل شبح البطالة مع الاستغناء عن الأيدي العاملة، هذه القضية وظفتها المخرجة مريم العباد في قالب سينمائيّ متميز، استطاعت من خلاله تسليط الضوء على أولويات التكنولوجيا، التي يجب أن تتمثل في خدمة الإنسان، وليس تحييده عن وظائفه الأساسية في الحياة. ومن خلال فيلمها "الوظيفة"، الذي يعرض للمرّة الأولى في الإمارات عبر مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب بدورته السابعة التي تقام بين 13 و18 الجاري، تروي العباد على امتداد 9 دقائق قصة الشاب الكويتي، الذي يبحث عن وظيفة، وسرعان ما يجد أن الشركة التي أراد العمل بها، ترغب بالآلة عوضاً عنه، بهدف مضاعفة أرباحها وتسريع عجلة الإنتاج، فلا تأبه بشاب طموح درس وتعلم وحلم بخدمة بلده ومجتمعه.
تتطرق العباد من خلال عملها السينمائي الثاني، الذي سيعرض ضمن فئة أفلام خليجية قصيرة في المهرجان، وتتنافس فيه 132 فيلماً من 39 دولة، إلى ما يعانيه بطل الفيلم من ظروف صعبة، حيث يقضي وقتاً طويلاً في البحث عن وظيفة، ويخوض تجارب مريرة ويعاني من الرفض، فيشعر بالهزيمة والإحباط، لكن سرعان ما يتمالك نفسه وعزيمته ويستعيد إيمانه بقدراته ومواهبه ويدرك بعد تجربته أن هناك الكثير من الأعمال والمواهب لا تزال عصية على الآلة، لأنها تحتاج إلى وجدان متقد وعاطفة صادقة وأصيلة وحس مرهف بالآخرين.
لو نظرنا إلى الفكرة التي انطلقت منها العباد في عملها، نلمس الأبعاد التنموية التي وظفتها، فهي تسرد أمام المشاهد واحدة من المعضلات التي تواجه البشرية راهنا، خصوصا في ظلّ التطورات التقنية من حولها، حيث تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن قيمة الاستثمارات في عالم صناعة الروبوت الاستهلاكي ستبلغ أكثر من 33 مليار دولار بحلول العام 2025، كما أن المنتدى الاقتصادي العالمي أشار إلى الارتفاع في ابتكار واختراع الروبوتات سيؤدي إلى فقدان خمسة ملايين وظيفة في خمسة عشر بلداً من كبرى الاقتصادات المتقدمة والناشئة بحلول العام 2020، بينما لا نشهد مثل هذه المبالغ توظف في البحث عن حلول لتحديات المناخ أو الدواء والغذاء.
من خلال المخرجة العباد يقدم مهرجان الشارقة السينمائي كثقافة ومرشد لها دورها المحوري في لفت الأنظار نحو القضايا الإنسانية المختلفة، حيث تنجح في التقاط قضية معاصرة لتعالجها بالنص والصورة والإضاءة وتجعلها جاذبة ومحفزة على التفكير والتأمل.
يذكر أن العباد تخرّجت من جامعة الكويت تخصص إعلام، وشاركت بإبداعاتها في مسابقة ستديو الفيلم العربي العام 2014، حيث قدّمت من خلاله أول تجربة في صناعة الأفلام بفيلم قصير بعنوان "العباية"، ترشح بين أفضل ستة أفلام في مسابقات أفلام مرموقة، كما شاركت في المخيم التدريبي الصيفي للخليجيين في معهد لافاميس السينمائي، في العام 2016، قامت بعده بإخراج ثاني أفلامها القصيرة بعنوان "الغريب" وحظي بدعم من وزارة الشباب.