الخميس 09 أكتوبر 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

مريم نصير حولت شخوصها إلى مجرد "صورة عائلية"

Time
الأحد 12 مارس 2023
السياسة
كتب - فالح العنزي:

لطالما شكلت الكاتبة الشابة مريم نصير، منعطفا مهما في مشاركاتها المسرحية وغالبا ما تتوج هذه المشاركات بجائزة أفضل تأليف، والمتابع لطبيعة النصوص التي تكتبها نصير، يجدها قريبة من الواقع الذي يعيشه الإنسان وتحاول أن تتشكل في حالات فرح وحزن.
مريم تجيد اللعب على وتيرة النفس البشرية ومعاناتها وآلامها، فتأتي نصوصها وكأنها واقع حقيقي تعيشه شخصيات مسلوخة اجتماعيا أو أن الظروف القاسية جعلتها شخصيات مغلوبة على أمرها، "صورة عائلية" وهو الاسم الذي اختارته للمشاركة ضمن مسابقة الدورة الرابعة عشرة لمهرجان "أيام المسرح للشباب" ليكون العرض الخامس والأخير، الذي يسبق إعلان جوائز المهرجان في حفل الختام.
وبالعودة الى العرض المسرحي "صورة عائلية"، والذي تكفل بإخراجه هاني الهزاع، وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين بعضهم يمتلك أكثر من تجربة مثل سماء العجمي، محمد الكليبي، ماجد البلوشي، أحمد الرشيدي، بدر الهندي، علي المهيني ومحمد الزنكي.

إنسانية وسوداوية
في هذا النص كانت مزاجية المؤلفة طاغية في التعامل مع شخوصها، فاختارت أن تلبسهم عباءة السوداوية، ونجحت في صهر المتلقي في دوامة الكآبة والحزن والفاجعة و"اللا أمل"، أم وأب ينتظران يوميا عودة أبنائهم الأربعة الذين سلك كل واحد منهم طريقا منفردا، تارة جعلتنا المؤلفة ننتظر مع الأم والأب بحرقة قلب، شعرنا بها بشدة وتارة ينتابنا شعور بأن ما نشاهده سينتهي بحلم أو ربما صور معلقة على جدران المنزل.
في "صور عائلية" تمكنت المؤلفة نصير، من وأد أي فرصة نجاة أو أمل، حيث انتهت القصة بأن جعلت الأم قاتلة. كما اجتهد مخرج العرض الهزاع من "فصفصة" النص، فقرأه جيدا وترجم ما بين السطور في رؤية إخراجية متمكنة أشاد بها الجميع من نقاد وحضور، ورغم سوداوية النص وألم المعاناة الذي صاغته وتفننت فيه المؤلفة الا ان الرسالة التي سعت من أجلها كانت أعمق بكثير متمثلة بطبيعة الأولاد الأربعة، فالأب الذي يبدي ظاهرا عصبيته لتأخرهم عن العودة للمنزل كان يتقطع خوفا عليهم علما بأن أحدهم زج به بالسجن كونه مجرما، والثاني يلهث وراء المال، والثالث لا يبالي وشرير بينما الابن الرابع فقير معدم، كل واحد منهم يشك لحالة منعزلة منفردة مستوحاة من الواقع، حالة بؤس تحولت إلى شيطان يراود الأم لتضع نهاية القلق النفسي الذي تعيشه يوميا، الوساوس تحيط بالأم، تحرضها، تغضب، يرتفع الأدرينالين، تتأهب وتضع نهاية لهذا الألم بقتلهم جميعا، وكأنها تخلصت من ألمها، ماذا تريد المؤلفة من رسالة، لماذا تجردت الأم من غريزتها وتحولت إلى قاتلة، وهي التي لم يبدو عليها أي مظاهر للشر بل كانت عاطفية وأما تغضب خوفا على فلذات أكبادها.
وسط هذا المشهد الظلامي الحزين كانت الموسيقى التي صنعها الفنان بدر الشعيبي، متنفسا يطل بين الفينة والأخرى واضعا بصمته في خلق أجواء معبرة وكانت عنصرا فاعلا، ونجح خبير الماكياج المسرحي عبدالعزيز الجريب، من وضع لمساته التي تناسبت مع طبيعة الأزياء التي تم تصميمها بطريقة دقيقة ومبهرة شغلت حيزا مهما من الصورة أمام الجمهور، علما بأن طلال الفريح يعتبر من الاسماء الشابة وينتظره مستقبلا جيدا، اما محمد بهبهباني فلم يكن أقل حظا من باقي مصممي الديكور في المسابقة، حيث ان غالبية المشاركين في العروض الاربعة التي سبقت "صورة عائلية" افتقدت إلى فرصة التعبير عن الامكانيات وظهر غالبية الديكور بسيطا متواضعا، نعم المسألة ليست فرد عضلات انما هذا النص كان بمقدور مهندس الديكور استغلال الجهات الأربع للخشبة وعمق المسرح وخلق مستويات سفلية وعلوية ربما كانت الفرجة قد تخفي نوعا من الأسى الذي كان طاغيا.

المواجهة بين الأب والأم

آخر الأخبار