تشهد الزراعات الاستوائية في فلسطين نمواً وازدهاراً غير مسبوقة مدفوعة بعوامل عدة من بينها الإقبال على منتجاتها في السوق المحلية، العائد المالي المرتفع عليها، ونجاح الحكومة في توفير حزمة دعم شاملة لهذه المنتجات التي تصلح للمنافسة عالمياً، بالتزامن مع جهود مستمرة في إيجاد أسواق خارجية للتصدير، بما يسهم في زيادة العائد المالي أمام المزارعين. يضاف إلى ذلك، خطوات مهمة يوظفها القطاع الخاص في استصلاح الأراضي ولعب دور مهم في التصدير. وتبدو هذه الزراعة أمام آفاق جديدة للنمو والتوسع مع السعي لزيادة كمية الإنتاج إلى نحو 35 ألف طن خلال 5 سنوات. كل هذه المعطيات ما كانت لتتحقق لولا المزايا التنافسية المرتفعة للمحاصيل الاستوائية الفلسطينية التي تعد وفق مؤشرات واضحة من الاجود عالمياً، وتشمل الزراعات الاستوائية في فلسطين على أصناف عدة، يأتي في مقدمها الأفوكادو بأصناف عدة، المانغو، الجوافة، وبدرجة أقل الليتشي والكرمبولا والقشطة. حسبما اورد موقع "زبيل".وقال مدير عام زراعة قلقيلية المهندس أحمد عيد: إن المحاصيل الاستوائية في فلسطين وخصوصا محافظتي قلقيلية وطولكرم بدأت قبل سنوات وأخذت تحقق ازدهاراً واسعاً خلال السنوات العشر السابقة، مع الإقبال على زراعتها. ويضيف أن محافظتي قلقيلية وطولكرم تتمتعان بالمقومات المناخية المناسبة لهذه الزراعة سواء لجهة ارتفاع نسب الرطوبة إلى نحو 80 في المئة تترافق مع درجات حرارة مرتفعة وتوافر مياه الري عبر الآبار الارتوازية، وهو ما دفع الحكومة ووزارة الزراعة منذ سنوات للسعي لتوفير وسائل الدعم عبر المنح والشتول وشبكات الري وفتح أسواق جديدة، كان من بينها منح مدعومة من قبل البنك الإسلامية للتنمية، مشيراً إلى أن المؤشرات الخاصة بتلك الزراعات مشجعة للغاية. وأكد الخبير في الزراعات الاستوائية المهندس إيهاب العالم الذي أن محافظة قلقيلية تستحوذ على نحو 90 في المئة من المساحات المزروعة من المحاصيل الاستوائية، فيما تذهب النسبة المتبقية إلى محافظة طولكرم، مشيراً إلى أن هذه المناطق تجمع ظروف مثالية لهذه المحاصيل بفعل الظروف المناخية من رطوبة ودرجات حرارة مرتفعة، وتربة مناسبة إلى جانب الوفرة في الرياح. ويجمع كل من عيد والعالم على أن أسباب ازدهار هذه الزراعة، تكمن في العائد الاقتصادي والمردود المالي الذي يتعزز مع ارتفاع نسب الاستهلاك المحلي ووجود أسواق جديدة للتصدير. ويوضح عيد بأن المساحة المروية على كامل التراب الفلسطيني لا تتجاوز 10 في المئة، في حين أن الزراعات الاستوائية 20 في المئة من المساحات المروية.