منوعات
"مسارات الحداثة"... قراءة نقدية في تجارب 25 شاعراً
الأربعاء 22 سبتمبر 2021
5
السياسة
صدر عن "دار الرافدين" في بيروت كتاب للشاعر اللبناني شوقي بزيع بعنوان "مسارات الحداثة: قراءة في تجارب الشعراء المؤسسين".يتتبع المؤلف ويوثق بشكل علمي في كتابه الجديد الأعمال الشعرية لخمسة وعشرين شاعراً في دراسة نقدية وبحثية تحاول تقديم رؤية جديدة للقارئ المحب للشعر، من بين هؤلاء الشعراء أحمد عبدالمعطي حجازي، وسعدي يوسف، ومحمد الفيتوري، ومحمد الماغوط، ويوسف الخال، وتوفيق صايغ، ومحمد عفيفي مطر، ومحمود درويش، وأمل دنقل، حسب الشيخ جعفر، مظفر النواب وسركون بولس.يقول بزيع إن لكل شاعر منهم "إيقاعه وحساسيته وطريقته في استخدام اللغة ومقاربة الأشياء"، ويؤكد بأن اختياره لتلك الأسماء الشعرية لم يأت اعتباطا بل لريادتهم وأدوارهم المؤثرة "في نقل الشعرية العربية من طور إلى طور، وفي دفع الذائقة الجمعية للانقلاب على معاييرها السابقة". ويعترف بأنه أمام "مهمة صعبة أقرب إلى المجازفة غير الآمنة"، ويدافع بزيع عن نفسه بأن "في داخل كل شاعر ناقداً مستتراً"، وأن الشاعر ناقد من نوع مختلف، لأنه يحكم على التجارب من خلال ذائقته الجمالية وحساسيته واختباره الشخصي وسعة الاطلاع.حاول بزيع في هذا الكتاب الحفر عميقا لتحديد الإشكاليات المعرفية وتعريف مفهوم الحداثة والتعقيدات المرتبطة بهذا الاصطلاح، والذي يعترف بأنه مفهوم غامض وملتبس، ويستنتج بأن الحداثة متنوعة بتنوع المجتمعات، وأنها ملتبسة في الغرب كما في الشرق.ويرى أن مجتمعاتنا لم تدخل الحداثة أصلاً، حتى المعدات والتقنيات نستخدمها بروح تقليدية، لذلك فهو يطرح السؤال المهم والتأسيسي"هل بالإمكان إنتاج أدب وإبداع حديثين في مجتمعات العالم الثالث التي لا تملك من الحداثة إلا قشرتها السطحية؟".ان اختيار الشعراء المتناولين بالقراءة في هذا الكتاب لم يكن وليد الصدفة او الاستنساب المزاجي، بل بسبب الدور الطليعي والمؤثر الذي لعبوه، ولو بتفاوت ملحوظ في نقل الشعرية العربية من طور إلى طور، وفي دفع الذائقة الجمعية للانقلاب على معاييرها السابقة.