مستشفى جابر يتحوَّل أداة انتخابية!

كتب ـ عبد الرحمن الشمري:

أثار قرار وزير الصحة د.خالد السعيد الصادر قبل أيام في شأن توزيع المناطق السكنية، التي يجوز لها تلقي الرعاية الصحية في مستشفى جابر، عاصفة من الانتقادات النيابية، ووصف بـ"الطبقي والمعيب"؛ ففي حين ينص القرار رقم (144) لسنة 2022 على ان "تستفيد 9 مناطق من خدمات المستشفى بشكل مباشر، ألزم القاطنين في 13 منطقة بمحافظة مبارك الكبير بالحصول على كتب تحويل من مراكز الرعاية الأولية في مناطقهم، مخالفاً القواعد المتعارف عليها في التوزيع الجغرافي لمناطق الرعاية الصحية، إذ ضم مناطق بعيدة إلى حد كبير عن المستشفى، وحرم أخرى لا يفصلها عنه سوى بضعة كيلومترات قليلة وهنا "بيت القصيد "، بحسب النواب.
في هذا السياق، وصف النائب خالد المونس قرار وزير الصحة د.خالد السعيد بضم قاطني 9 مناطق سكنية الى متلقي الخدمة في مستشفى جابر، واستبعاد آخرين من سكان مناطق أقرب جغرافياً إلى المستشفى بـ"المعيب والطبقي"، مؤكداً أن ‏عدم شمول القرار لمناطق مبارك الكبير الصحية إجحاف ولا يُمكن أن يُفسر وعلى وزير الصحة سحب القرار وإعادة اصداره بشكل صحيح.
وتساءل المونس: كيف تُقْصَى مناطق قريبة من المستشفى مثل: صباح السالم، والعدان، والقصور، والقرين، ومبارك الكبير من تلقي الخدمة بالمستشفى؛ في حين تدرج مناطق أبعد جغرافيا كأبو فطيرة والفنيطيس وأبو الحصانية؟ معتبراً الأمر دليلاً على أن تقييم وزارة الصحة للمناطق المشمولة مبني على أسعار الأراضي فيها، ولا يتعلق بقرب المسافة من المستشفى.
وطالب المونس الوزير بسرعة إعادة رسم القرار بشكل يتوافق مع العقل والمنطق، مضيفاً: هذه ليست مناطق انتخابية والتوزيع لا يبنى فيها على الفئوية أو نوعية مكونات المواطنين بالمناطق، لكنه يُبنى على الأقرب والأكثر كثافة من حيث التعداد وحاجة المواطن لهذه الخدمة في ظل نقص الخدمات في مستشفى العدان الذي يخدم الكثافة السكانية الأكبر في الكويت.
بدوره، قال النائب د.محمد الحويلة: إن مستشفى جابر يعتبر صرحاً طبياً عالمياً بحجمه وتنوع اختصاصاته وتجهيزاته، وهو الأكبر في الشرق الاوسط، وكان من المتوقع أن تغطي خدماته منطقة مبارك الكبير الصحية بجميع مناطقها.
واستدرك الحويلة في سؤال وجّهه، أمس، إلى وزير الصحة عن أسس تحديد المناطق التي ستحظى بخدمات مستشفى جابر، قائلاً: "لكن صدر قرار وزاري يقضي باعتماد المناطق السكنية التي سيقدم مستشفى جابر الأحمد الخدمة الصحية للمواطنين القاطنين بها وهي جنوب السرة، ومشرف، وغرب مشرف، وبيان، والمسايل، وأبوفطيرة، والمسيلة، والفنيطيس، وأبو الحصانية.
وأضاف: رغم أن القرار احتوى على أخطاء في أسماء المناطق، لكن الخطأ الأكبر هو تجاهل مناطق ذات كثافة سكانية عالية وأقرب جغرافياً مثل ضاحية صباح السالم، والقرين، والقصور، والعدان وباقي مناطق محافظة مبارك الكبير.
وتساءل الحويلة: لماذا لم تضف ضاحية صباح السالم وبقية مناطق محافظة مبارك الكبير ضمن المناطق السكنية التي سيقدم مستشفى جابر الأحمد الخدمة الصحية للمواطنين القاطنين فيها؟ وما الأسس التي اعتمدت عليها وزارة الصحة في تحديد المناطق؟ هل هي جغرافياً أم بالكثافة السكنية؟ وهل شكلت لجنة لتحديد المناطق التي يشملها مستشفى جابر بالخدمات الصحية؟ وعلى أي أساس تمت هذه التوصيات باعتماد هذه المناطق وتجاهل المناطق الأقرب؟ وما الجهة التي أوصت باعتماد هذه المناطق؟ وهل تبطل الأخطاء في أسماء بعض المناطق القرار؟
من جهته، شدد النائب أحمد مطيع على ضرورة أن يصحح وزير الصحة القرار، وقال: لابد أن يشمل القرار المناطق القريبة جغرافيا مثل صباح السالم، والقرين، والعدان، ومبارك الكبير، والقصور، لتخفيف الضغط عن المستشفيات الأخرى وتقليل معاناة المرضى وزيادة جودة الخدمات الطبية المقدمة.
إلى ذلك، وصف النائب حمدان العازمي القرار بأنه "غير مدروس"، لا سيما أنه تجاهل مناطق مثل صباح السالم، وهي أقرب إلى المستشفى من أخرى مشمولة بالقرار، مطالباً الوزير بسحب القرار وإعادة تقييمه.