مستوطنون إسرائيليون يقتحمون الأقصى... وسط استنفار للفصائل

رام الله، عواصم - وكالات: بدأ مستوطنون إسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك في أول أيام عيد "الأنوار" العبري، وسط استنفار ورفض الفصائل الفلسطينية، حيث دعت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة "حماس"- إلى الاستنفار العام دفاعا عن المسجد الأقصى في شرق القدس، ومجابهة اقتحامه من جماعات يهودية.
وقال الناطق باسم الكتائب المكنى أبو عبيدة، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للقسام، إن "تهديدات الجماعات اليهودية بتكثيف اقتحام المسجد الأقصى خطيرة وتؤشر إلى طبيعة التركيبة الإجرامية التي وصلت إلى سدة الحكم في الكيان (إسرائيل)".
من جهتها، أفادت الأوقاف الإسلامية في القدس باقتحام عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية.
وقالت الأوقاف الإسلامية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن المستوطنين بدأوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك في أول أيام عيد "الأنوار" العبري.
ووفق الوكالة، "دعت جماعات يهودية على رأسها المتطرف بن غفير، لاقتحامات غير مسبوقة للمسجد الأقصى، بمناسبة عيد "الأنوار" اليهودي، الذي بدأ أمس ويستمر حتى السادس والعشرين من شهر ديسمبر الجاري".
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ في بيان، إن "الدعوات لاقتحام المسجد الاقصى وادخال الشمعدان وإضاءته تهدف إلى تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى".
وتعقيبا على ذلك، قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك، إن على الحكومة الإسرائيلية "تحمل تبعات حماقات المستوطنين المتطرفين من ردات الفعل الفلسطينية على اقتحام المسجد الأقصى".
فيما اعتبرت حركة حماس دعوات الجماعات اليهودية بشأن الأقصى "تصعيد خطير واستفزاز لمشاعر الشعب الفلسطيني وعامة المسلمين بما ينذر بتفجير الأوضاع على امتداد الأراضي الفلسطينية في وجه الاحتلال".
كما أصدرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" بيانا حثت فيه الفلسطينيين على "الحشد والرباط في المسجد الأقصى لإفشال مخططات الجماعات اليهودية باقتحام المسجد".
في حين، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المكلف إيتمار بن غفير، إن التهديدات على حياته لن تردعه أبدا.
ونقل الموقع الإلكتروني العبري "مفزاك لايف"، عن إيتمار بن غفير بشأن التهديدات التي طالته في الفترة الأخيرة، أن مثل هذه التهديدات لن تردعه أبدا عن فعل ما يؤمن به لصالح إسرائيل.
وطالب إيتمار بن غفير بإلقاء القبض على من يقوم بتهديده شخصيا وسجنه، وذلك ردا على التهديدات التي يتعرض لها من قبل جماعة "عرين الأسود" الفلسطينية.
مع ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، إجراء مناورة عسكرية شمالي البلاد في مرتفعات الجولان المحتل.
على صعيد متصل، دانت فرنسا طرد إسرائيل للمحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح الحموري الذي احتجز في سجن إسرائيلي منذ مارس من دون توجيه تهمة رسمية له، معتبرة ذلك "مخالفاً للقانون".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "ندين قرار السلطات الإسرائيلية المخالف للقانون بطرد صلاح الحموري إلى فرنسا".
وأكدت الخارجية الفرنسية أنه "منذ اعتقاله الأخير اتخذت فرنسا إجراءات كاملة بما في ذلك على أعلى مستوى في الدولة، لضمان احترام حقوق صلاح الحموري واستفادته من جميع الطعون القانونية وتمكينه من أن يعيش حياة طبيعية في القدس حيث ولد ويقيم ويرغب في العيش".
ميدانياً، استشهد شقيقان فلسطينيان، بعد أن قام مستوطن إسرائيلي بدهسهما بمركبته جنوب مدينة (نابلس) بالضفة الغربية.
وأوضح مدير مكتب محافظة (القدس) في (قلنديا) زكريا فيالة في بيان صحافي أن "الشابين محمد ومهند مطير، استشهدا جراء دهسهما من قبل مستوطن بشكل متعمد بالقرب من حاجز (زعترة) جنوب (نابلس)".
وأضاف أن "الشقيقين كانا يقفان على جانب الطريق لإصلاح أحد إطارات مركبتهما، التي كانا يستقلانها، عندما قام المستوطن بالاصطدام بهما بشكل متعمد، ولاذ بالفرار من المكان".
في غضون ذلك، شيّعت جماهير غفيرة في مخيم قلنديا برام الله، جثماني الشهيدين الشقيقين.