السبت 21 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

مسدس سالي ... يفتح خزائن مصرف بيروت لتعالج شقيقتها

Time
الأربعاء 14 سبتمبر 2022
View
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة":

عندما تستوي الحياة والموت، ويحترق المرء نفساً وروحاً وجسداً بنيران العجز والذلة وهو يرى أعز أحبابه يفترسه المرض وتنهش الأوجاع أوصاله وهو يستجدي العالم حبة دواء لا يملك ثمنَها علَّها تهبه بعض أنفاس الحياة، فيما أمواله في البنوك توارت خلف أبواب الفساد وانتهبها أرباب سياسات الاستبداد، هنا يبلغ اليأس مداه، ويمد الموت يديه، وتشهر اللبنانية البيروتية سالي حافظ مسدسها؛ لتحرر أموالها من أسر البنك، الذي أوصد الأبواب غير مرة في وجهها وهي التي تصارع الزمن لتعالج شقيقتها من سرطان استباح جسدها وأشقاها، ومن قبل استباح وطنها، مرددة:
"لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
بَل فَاِسْقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ"
سلّت سالي سلاحها فارتعد الجمعُ وخضعت أعناق الموظفين لها صاغرة والكل يرفع يده "هاك الأموال"، فالخزائن فُتحت والأمور تيسَّرت، واستحصلت الفتاة على مالها لعلاج أختها، ومن قبل فعل السيناريو نفسه ابن جلدتها رامي شرف الدين للغرض نفسه، فهل وصلت الرسالة للمسؤولين؟
في أحداث الواقعة، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أنَّ الشابة البيروتيّة دخلت المصرف صباح أمس بمواكبة بعض الشبّان وناشطين مدنيين، شاهرةً سلاحها في وجه الموظّف الذي رفض إعطاءها مبلغ 20 ألف دولار من حسابها، رغم أنها شرحت له وضع شقيقتها وأنّها قد تواجه خطراً حقيقيّاً يودي بحياتها ما لم تتوفّر الأموال اللازمة لدخولها المستشفى "فوراً".
وأضافت: بعد أخذ وردّ خرجت الأمور عن السيطرة، وما لم توافق إدارة المصرف عليه سلميّاً، أعطته للمودعة تحت قوّة السلاح برحابة صدر، فوقّعت على الأوراق القانونية وخرجت تلوّح بيدها متوجّهة نحو المطار، حيث كان من
المفترض أن تكون العاصمة التركية إسطنبول وجهتها قبل أن تصدر مذكّرة بحث وتحرّ بحقّها.
وذكرت والدة سالي أن "أختها عم تتعذب قدّامها... الواحد بيعمل أيّ شي كرمال اللي بيحبّن"، وشرحت الصعوبات المعيشية التي تواجه العائلة في ظلّ وجود حالة إنسانيّة وصحيّة تصعب على الكافر، لكنّها لم تهن على من باعوا ضمائرهم وما زالوا يسرقون الشعب وأمواله تحت شعارات فضفاضة لم نعد نصدّقها اليوم"
وتابعت: نحن لا نتعرّض لأيّ أحد عن قصد ولا نلجأ إلى سياسة السلاح ولسنا قاطعي طرق، ولكن سالي حاولت مرات عدّة مع البنك ليدفع لها حقّها من أجل علاج شقيقتها، حتّى إنّها أخذتها معها لتتأكّد الإدارة من صحّة حديثها، ولكنّهم رفضوا سماعها وطلبوا منها المغادرة".
وأوضحت أنَّ ابنتها لم تكن تحمل سلاحاً حقيقيّاً، بل كان من البلاستيك، من أجل إتمام العملية، حتّى إنّها لم تتوقّع أن يصدّقها أحد على عكس ما حصل، متسائلة: من الذي يحمي من لا ظهر له في بلد يموت فيه المرضى على أبواب المستشفيات ويُذلّون مقابل أوراق خضراء لا قيمة لها مقارنة بحياة أحبّائنا؟ هل المطلوب أن نقف وننتظر الفرج الذي يبدو أنّه مستحيل...؟".
آخر الأخبار