واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: شنت إيران هجمات بالصواريخ البالستية في ساعة مبكرة أمس، على قاعدتين عسكريتين في العراق تستخدمهما القوات الأميركية العاملة هناك.وأطلق "الحرس الثوري" الإيراني عشرات الصواريخ البالستية على قاعدة "عين الأسد"، الواقعة في محافظة الأنبار غرب العراق وقاعدة "حرير" قرب أربيل بإقليم كردستان، محذراً الولايات المتحدة من أن "أي رد سيواجه برد أكبر وأشمل".وكشفت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، عن مشاركة "الحشد الشعبي" في القصف الذي استهدف القاعدة في أربيل. في المقابل، أعلنت خلية الإعلام الأمني بالعراق، في بيان، عن سقوط 22 صاروخاً في الهجوم الإيراني على قواعد داخل العراق، سقط 17 منها على قاعدة "عين الأسد"، في حين سقطت خمسة صواريخ في أربيل.وفي كردستان، أعلنت وزارة الداخلية في الإقليم عدم وجود أي أضرار جراء القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة عسكرية قرب محافظة أربيل.وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء نقلا عن مصادر، أن "حزب الله" اللبناني سيضرب إسرائيل إذا ردت الولايات المتحدة على القصف الإيراني، بينما أفادت قناة "العربية" بأن هناك استنفار إسرائيلي عام لدى سلاح الجو وبطاريات اعتراض الصواريخ.وعلقت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية، جميع الرحلات الجوية لشركات النقل الأميركية المدنية، "في المجال الجوي فوق مياه الخليج وخليج عمان"، كما ينطبق التعليق أيضا على المجال الجوي للعراق وإيران.وذكرت الإدارة أن التعليق يعود إلى "زيادة الأنشطة العسكرية وتزايد التوترات السياسية في الشرق الأوسط، مما يشكل مخاطر غير مقصودة على عمليات الطيران المدني الأميركية، بسبب احتمال سوء التقدير أو سوء تحديد الهوية".من جانبه، عقد الرئيس دونالد ترامب اجتماعا عقب الهجوم، مع كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي، وبينهم وزيري الدفاع مارك إسبر والخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس، وكان متوقعا أن يوجه ترامب كلمة للأميركيين بعد الاجتماع لكنه أعلن أنها ستكون صباح الأربعاء بتوقيت واشنطن.وقال ترامب، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن "كل شيء على ما يرام، أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق"، مضيفا: "يجري تقييم الأضرار والضحايا، كل شيء جيد حتى الآن، لدينا الجيش الأقوى والأكثر جهوزية في العالم بفارق شاسع".أكد مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن القاعدتين العسكريتين اللتين تم استهدافهما في العراق، كانتا في حالة "تأهب قصوى"، مضيفا أن الهجمات أسفرت عن إصابات بين العراقيين فقط.وقال إن إيران أطلقت 15 صاروخا، 10 منها استهدفت قاعدة عين الأسد، وصاروخ واحد طال قاعدة أربيل، و4 صواريخ أخرى فشلت في بلوغ أهدافها. بدوره، كشف مسؤول عسكري أميركي في تصريحات خاصة لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأميركية، عن أن الجيش الأميركي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي.وقال إن "التحذير كان مبكرا بما يكفي لتشغيل صافرات الإنذار، وابتعاد العناصر عن طريق الأذى والنزول إلى الغرف المحصنة تحت الأرض".من جهته، كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن بلاده وجهت رسالة لأميركا عبر سويسرا التي ترعى مصالحها، فور البدء بشن الهجوم الصاروخي على القاعدة التي استهدف منها قاسم سليماني. وقال ظريف إنه "إذا امتزجت الحماقة بالغرور، فالأمر يسفر عن نتيجة خطيرة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب محاط بهكذا أشخاص والنتيجة هي القيام بهذه التحركات الخاطئة".وزعم أن أميركا سطّرت نهاية تواجدها في المنطقة، وهي تمضي أيامها الأخيرة فيها، ولن يكون لها مستقبل في منطقتنا.كما أعلنت فنلندا أنها تلقت تحذيرا مسبقا، موضحة أن القوات الفنلندية، في قاعدة أربيل المستهدفة، كانت محمية في ملجأ للقنابل ولم يصب أي من أفرادها بأذى.وأعلنت نيوزيلندا وكندا أن أفرادهما العسكريين العاملين ضمن قوات التحالف الدولي بالعراق لم يلحق بهم ضرر، وقال قائد الأركان جوناثان فانس "يمكنني أن أؤكد أن جميع أفراد القوات المسلحة الكندية في العراق سالمون".كما أكدت أيضا السلطات النيوزيلندية أن أفرادها العسكريين هناك سالمون، وأنه تتم مراجعة أمن القوات بعد الهجمات.وفي السياق، وصف السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الهجوم "بعمل من أعمال الحرب"، وهدد بإخراج إيران من تجارة النفط إذا لم تتراجع. وقال إن "الرئيس لديه كل السلطة التي يحتاجها بموجب المادة 2 للرد"، مضيفا أن ترامب يجب أن يركز على محاولة "استعادة قوة الردع".في المقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مستشار قائد "الحرس الثوري" حميد رضا مقدم فر، زعمه أن نحو 80 أميركيا قتلوا في القصف الذي استهدف قاعدة عين الأسد، مضيفا أن "جميع الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة، وأننا استهدفنا أهم القواعد الأميركية في العراق"، معتبرا أن الهجوم أثبت ضعف المنظومات الدفاعية الصاروخية الأميركية، محذرا من أن أي رد أميركي سيؤدي إلى إشعال المصالح الأميركية في المنطقة.كما حذر حلفاء واشنطن في المنطقة، من أنهم سيتعرضون للهجوم، إذا استخدمت بلادهم لشن هجمات على طهران.ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر مطلع في استخبارات "الحرس الثوري" أنه "تم تحديد نحو 104 أهداف من أهداف الأميركيين وحلفائهم في المنطقة، سوف تتعرض للهجوم إذا ارتكب الأميركيون مرة أخرى أي خطأ".

من القصف الإيراني على القاعدة الأميركية بالعراق

أجزاء من الصواريخ الإيرانية التي سقطت غربي العراق

أجزاء من الصواريخ الإيرانية التي سقطت غربي العراق