مسكنات الألم القوية والشائعة تقتل خلايا المعدة

واشنطن- وكالات: يعرف العلماء، منذ فترة طويلة، أن مجموعة من مسكنات الألم الثقيلة، التي تصرف بوصفة طبية، تتسبب بمشكلات في القناة الهضمية، لكنهم لم يحددوا بالضبط كيف يحدث ذلك.
ويمكن أن تسبب المواد الأفيونية القانونية، مجموعة من الأدوية المستخدمة لعلاج الآلام المزمنة والحادة، آثارا جانبية مدمرة. ويعد الغثيان والقيء والإمساك أمرا شائعا للأشخاص الذين يستهلكون عقاقير مثل المورفين والكودامول المشترك.
وورد في دراسة نُشرتها "المجلة الاميركية لعمل الامراض" أن الضرر "الدرامي" و"موت الخلايا" في القناة الهضمية الناجمين عن هذه الأدوية يمكن أن يكون السبب الجذري لهذه المشكلات الشائعة.
وعالج الفريق المشرف على الدراسة بعض الفئران بالمورفين، وبعضها الآخر بعلاج وهمي، ولاحظ في الفئران التي أعطيت الدواء المسكّن، تراكما في حامض المعدة وإفراغا أبطأ من المعدة، والذي بدا أنه يسبب تلفا في أحشاء تلك القوارض.
وإفراغ المعدة هو عملية إزالة الطعام من المعدة، وكلما استغرقت هذه العملية وقتا أطول، بقي الحمض لفترة أطول فيها، ما قد يؤدي إلى التهاب الأنسجة المحيطة.
وأوضح العلماء أن المورفين أدى إلى اضطراب كبير في الخلايا التي تنتج المخاط وكذلك الخلايا التي تغلف المعدة، والمعروفة باسم المنطقة الغدية.
كما لاحظوا زيادة في عدد الخلايا الميتة أو "الخلايا المبرمجة"، وهي العلامات سمات نموذجية لـ "تلف المعدة".
وبشكل مثير للصدمة، لاحظ العلماء "انتفاخا دراماتيكيا" في الحيوانات، ولوحظ أن حجم معدة الفئران التي أعطيت المورفين زاد ثلاث مرات مقارنة بالفئران التي تستخدم الدواء الوهمي.
ويعتقد العلماء أن المواد الأفيونية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمادة كيماوية تسمى الـ"سيتوكين"(إنترلوكين 6)، وتحتوي العينات التي أُعطيت المورفين على "مستويات مرتفعة" من هذه المادة الكيماوية. ويشار إلى أن "إنترلوكين 6" مادة كيماوية مرتبطة بشدة بظهور الالتهاب في جميع اعضاء الجسم.