الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

مسكين المواطن!

Time
السبت 14 يناير 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

مسكين المواطن الكويتي، اذ بعد كل هذا العمر الطويل مع المجالس، والانتخابات، والوعود التي لا تتحقق، والتصفيق، والهتاف، والانتخابات الفرعية ومخرجاتها.
وبعد نحو قرن من الممارسة الديمقراطية لم يصل المواطن الكويتي بعد الى مرحلة النضوج الفكري، فهو لا يزال يبحث عن الرمز الذي يلتف حوله، مثل الذين صوتوا للرئيس، او الراكضين خلف الشعارات الذين يصفقون، ويصدقون كل ما يقال، وفي واقع الامر ان الصفقات تتم خلف ظهرهم، فيما الاعضاء المحترمون يبتزون الحكومة الضعيفة، ويبيعون الوهم للمواطن الذي يشتري الوهم بكل رحابة صدر، ثم يعود بعد ذلك ليلعن ويشتم، ويطالب بحل المجلس، كل هذا بعد ان يكتشف انه اشترى الوهم، وصوت لمن لا يستحق، وخدع بالشعارات!
اما الحكومة الضعيفة "حكومة اللا قرار، (أبدلنا الله بها خيرا منها) فهي تجسد بقراراتها معنى التخلف وعدم المبالاة، ففي الوقت الذي تقف فيه ضد اسقاط القروض بكل قوة، من مبدأ تحقيق العدالة، وترفض التعامل مع الفوائد، تقر من تحت الطاولة الرواتب الاضافية او الاستثنائية لمن ينال الرضا على طريقة "انعمنا عليك براتب اضافي"، وتطالب برفع رواتب الوزراء الى تسعة آلاف دينار، وفي الوقت نفسه تعجز عن التعامل مع فوائد القروض، وليس أصل القرض، فأين تحقيق مبدأ العدالة من هذا كله؟
مسكين المواطن الكويتي لا يعرف من أين تأتيه الضربة، أمن المجلس المخيب للامال، ام من حكومة العفو التي اصبحت مهمتها واضحة للجميع، اذ لاشيء عندها سوى استصدار عفو عن اسماء معينة ليس الا، ام من سوء الخدمات، ام من الابواب المغلقة، ام من التركيبة السكانية التي لم تعد تحتمل، وهذا قليل من كثير؟
فقد أصبحت بلدنا ومع الاسف الشديد بيئة طاردة لكل مبدع كويتي، مثال ذلك ان وزير الاعلام وحده رفع خلال اقل من سنة 650 قضية على النشطاء الذين يدافعون عن قضايا بلدهم في كل محفل، بدلا من احتوائهم ودعمهم، حتى لم يبق للحكومة رصيدا شعبيا، وكان الله في عون المواطن الكويتي البسيط الذي لا يزال يبحث عن المصداقية فلا يجدها...زين.
آخر الأخبار