الأربعاء 25 سبتمبر 2024
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مسلم البراك…وجه سياسي آخر
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

مسلم البراك…وجه سياسي آخر

Time
الاثنين 21 أغسطس 2023
View
537
عبدالرحمن المسفر

مسلم البراك، النائب السابق والمعارض الشرس، مر بمراحل من التراكمات والتحديات العاصفة، التي كان من أبرزها تنفيذه عقوبة السجن وخروجه إلى المنفى سنوات عدة، ثم عودته الى الوطن، هو ومجموعة من المهجرين، بعفو أميري خاص ضمن ترتيبات لمصالحة شمولية، وترشيد للعمل السياسي.
مسلم البراك اليوم ليس كما كان بالأمس، فهو بعد تلك المخاضات نجده أعمق بصيرة وأرشد رؤية، وخطابا، وأكثر حرصا على استخدام اللغة السياسية البناءة القائمة على رؤى الإصلاح المنهجية، والمعالجات المنطقية للملفات العالقة.
كما أن البراك جدد معظم كوادره الفاعلة على أسس تنطلق من المواطنة الحقة والعقلانية في الخطابات الجماهيرية، والاتزان في تناول الملفات ذات الطبيعة السياسية، والشعبوية، بعيدا عن الإثارة، وتمجيد الذات، والاستعراضات التأزيمية.
مسلم البراك زار عميد الصحافة أحمد الجارالله في منزله ودار بينهما حوار النهوض بالوطن، واستحقاقات المرحلة الحالية، وما تتطلبه من تضافر الجهود لإعادة الكويت، داخليا وخارجيا، إلى واجهة الانتعاش والازدهار، والفاعلية، وامتلاك زمام المبادرة في تحقيق التنمية المستدامة، التي تعثرت بسبب موجات الفساد، والتراجعات التي شهدتها البلاد على مدى ثلاثة عقود، وربما أكثر.
تحاورت مع العميد أحمد الجارالله هاتفيا، وسألته عن انطباعاته الشخصية حول زيارة البراك له، فقال لي: "مسلم البراك قامة سياسية مهمة لا يمكن التقليل من شأنها، مهما تباينت الآراء تجاهه، وهو يمتلك تجربة سياسية ثرية، لا بد من الاستفادة منها، سياسيا وتشريعيا واجتماعيا".
ليس من الإنصاف محاكمة السياسيين فكريا على مواقفهم، وممارساتهم، وخطاباتهم السابقة إذا هم بادروا الى تغيير أنفسهم، ومسارهم إلى ما هو أفضل، وهذا بحق ما فعله البراك ابتداء بذاته، ثم بنهجه السياسي الحالي الذي اتسم بالموضوعية، والتهدئة، وإشاعة ثقافة الحوارات الوطنية الهادفة والمتزنة، والنأي عن أساليب التصادم، والتحريض، وتهييج الشارع، وهو أمر مستحسن من الواجب تشجيعه، وتحفيز البراك وكتلته الشعبية على الاستمرار به، فالأوطان تُبنى بالفكر والإخلاص والمواطنة الصادقة، وليس بالانحرافات الهدامة، قولا وسلوكا.
مشاريع القوانين الأربعة التي صادق عليها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، ومن بينها المفوضية العليا للانتخابات، من المأمول أن تكون مقدمة جيدة للتعاون الحكومي البرلماني المرجو، وأيضا تمهيدا لعودة النائب مسلم البراك وغيره من النواب والسياسيين لتمثيل الأمة الكويتية بروح جديدة، وأطروحات عملية تطلقان مارد الإنجازات الذي قيدته ظروف استثنائية مؤلمة من عمر الشعوب!

مستشار إعلامي

عبدالرحمن المسفر

@abdol_40

آخر الأخبار