مسيرة الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا في "كتاب"

كتب - فالح العنزي:


لا يمكن اختزال المكانة الشعبية التي يحظى بها الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا عند الجمهور العربي، فمن الطبيعي بأن عشرات المجلدات من الكتب والتكريمات وحتى المكتبات السمعية لن تفيه حقه لكن يظل توثيق اعماله بمثابة مدرسة يتتلمذ فيها ومنها مئات العاشقين للفن وتحديدا مدرسة عبدالحسين عبدالرضا، أول من أمس دشن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حفل اطلاق كتاب "عبدالحسين عبدالرضا... الأسطورة" في حين تلقى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هدية لا تقدر بثمن عندما أهدى بشار عبدالحسين محتويات مكتبته السمعية والبصرية إلى مكتبة الكويت الوطنية وسط الاحتفال ايضا بمعرض مصاحب لهذا الحدث كما اهدى النحات بدر علمدار تمثالا للراحل.
وبهذه المناسبة قال الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل في كلمة خلال الحفل الذي اقيم اليوم الخميس على مسرح "عبدالحسين عبدالرضا" بمنطقة السالمية: إن الفنان الراحل هو رائد ومؤسس المسرح في منطقة الخليج العربي وصاحب الدور الكبير في إثراء الحركة الفنية في الكويت لما يزيد عن نصف قرن من الزمن.
وأوضح العبدالجليل أن مسيرة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا ودوره التنويري في عرض قضايا المجتمع المحلية والعربية جعلته بحق "سفيرا فنيا" للكويت لدى الشعوب الأخرى وذلك لما أبدعه في التمثيل والتأليف للمسرحيات وأعمال الدراما التلفزيونية والسينمائية والإذاعية القيمة والهادفة. وأشاد العبدالجليل بما قدمته أسرة الفنان الكبير من مقتنيات مكتبته السمعية والبصرية كاملة لتكون جزءا من محتويات مكتبة الكويت الوطنية لتوفر فرصة نادرة للجميع للاطلاع عليها والاستفادة منها في العديد من الأغراض.
وذكر أن هذا الإهداء القيم والنادر سيكون إضافة نوعية ومميزة لمقتنيات المكتبة الوطنية للمحافظة على كل اعماله وانجازاته حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها والاطلاع عليها نظرا لما تمثله من توثيق للحالة الاجتماعية والسياسية في قالب فني ونقدي فريد.
ولفت إلى أن هذه المبادرة من ذوي فقيد الكويت تأتي كرد بالوفاء والعرفان على الدعم والرعاية التي توليها الدولة ممثلة بقيادتها السياسية الرشيدة للمؤسسات الثقافية والفنية الكويتية للنهوض بدورها في عملية التنمية الشاملة المستدامة وإيمانها الكبير بدور الفن في ترسيخ بناء التطور الحضاري للكويت.
وقال العبدالجليل: إن المجلس أصدر كتابين عن حياة الفنان الراحل وعمله الأول بعنوان "عبدالحسين عبدالرضا... الأيقونة" لمعده عبدالستار ناجي الذي صدر في العام 2016 تزامنا مع احتفالية افتتاح وتسمية مسرح السالمية باسمه.
وأضاف ان الكتاب الثاني صدر في عام 2020 بعنوان "الأسطورة عبدالحسين عبدالرضا في الصحافة" لمعده الدكتور عيسى دشتي.
من جهته قال ابن الفنان الراحل الدكتور بشار عبدالرضا في كلمة مماثلة: إن هذه المناسبة تجدد الذكريات مع فخره وفخر أبنائه واسرته بوالده عبدالحسين عبدالرضا متوجها بالشكر الى المجلس الوطني على قبوله اهداء المكتبة الوطنية جزءا من أرشيف الفنان الراحل لتكون جزءا من ارشيف الكويت. وأشاد عبدالرضا بالجهد الذي قام به مؤلف الكتاب وتوثيقه لمسيرة 55 عاما من حياة الفنان الراحل معربا عن سعادته بالوقوف على منصة تحمل اسم والده.
من جانبه قال مؤلف الكتاب عيسى دشتي في كلمة مماثلة، إنه بدأ في إعداد الكتاب منذ العام 2015 ليكون مرجعا شاملا للمسيرة الفنية للفنان الراحل علة مدى 55 عاما من العطاء اثرت الحركة الفنية في الكويت.
وأشار إلى أنه لمس الدعم والتشجيع لفكرة الكتاب من الفنان الراحل الذي حضه على ضرورة أن يضم الرأي والرأي الآخر في الصحف المحلية والعربية والعربية التي كانت تصدر في لندن، لافتا الى انه كان أمام تحد كبير وعمل متواصل على مدى سنوات لاعداد الكتاب.
بدوره قال الفنان الكويتي داود حسين في تصريح للصحافيين على هامش الاحتفال: إن الراحل عبدالحسين عبدالرضا يستحق الكثير من التكريم وذلك لدوره الكبير في اثراء الحركية الفنية ليس على مستوى الكويت وحسب وانما على مستوى العالم العربي.
وأوضح حسين انه عندما يتم جمع كل ما كتب عن الراحل في الصحافة على مدار مشواره الفني في كتاب يوضع في المكتبة الوطنية "فلا شك انه عمل رائع وراق يسهل كثيرا على الفنانين الشباب لينهلوا منه ويسيروا على خطى هذا العملاق والاسطورة الفنية للكويت والخليج".
وأقيم معرض وثائقي أرشيفي على هامش الاحتفالية تضمن صورا فوتوغرافية ووثائق وصفحات من الجرائد والكتب توثق سيرة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا وتشير إلى تاريخه الطويل الذي امتد لسنوات طويلة قضاها مبدعا ومتألقا في فضاء الفن.
كما قام عضو الجمعية الوطنية الأميركية في النحت الفنان بدر فاضل علمدار بعمل منحوته أطلق عليها اسم "أمير السعادة" استغرق عملها ما يقارب خمسة شهور.