الاثنين 30 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مشايخ الفتنة
play icon
كل الآراء

مشايخ الفتنة

Time
الاثنين 14 أغسطس 2023
View
122
حسن علي كرم

نرجو من الحكومة ان تحدد موقفها وممارسات لا تتفق مع واقع الكويت وثقافتها، بعدما منحت الاسلامويين، فوق ما يتخيله العقل، من تراخيص جمع التبرعات بغطاء عمل الخير وحفر الابار، واشباع الجائع، وبناء مساجد، وبيوت في مناطق بعيدة في افريقيا او اسيا، كل ذلك تحت غطاء الخير وتحت علم البلاد، وباسم الكويت، وهو ما نسمعه منهم، أما ما لا نسمعه منهم، فهو ان اطنان الاموال والملابس والبطانيات والمواد الغذائية، تصل الى اقل ما هو متخيل، ونحن هنا لا نجزم، لكن ننقل بقدر ما نسمع من جماعتهم.
والواقع لا يعنينا هذا، فهم الذين يتحملون وزر عملهم، فمن عمل صالحاً فلنفسه ومن اساء فعليها، لذلك هذا الامر يعود الى مصداقية المرء مع نفسه وربه والمجتمع، الا ان ما يعنينا هو المساحة الكبيرة الممنوحة لهم حيث تدخلهم في خصوصية الناس ومراقبة الاسواق والمولات والمطاعم ودور السينما والحفلات الغنائية (رغم ندرتها).
وهذا ما يدل على ان هؤلاء بمثابة الشرطة السرية لخدمة الحكومة، والصحيح لخدمة جماعاتهم، ومن يتلقون منهم الاوامر!
الكويت ليست قندهار، ولن يكون مواطنوها نسخة مشوهة من "طالبان"، اذا كان هدف هؤلاء جعل الكويت نسخة من حكومة "طالبان"، فهذا حلم سيرونه في جهنم، بإذن الواحد الاحد. الدنيا ليست لهم ولن يكونوا الا رماداً من حطب، فابواب جهنم مفتوحة لهم، طالما اتخذوا الدين لهواً و تجارة وكذباً على الله وعباده.
اعتقد لم يكن لتلك الزمرة ان تقوي نفوذها الا جراء تراخي الحكومة واللعب بالدين، فالدين دين الله، وهؤلاء يناقضون دين الله في المعاملة وعمل الخير والمساواة بين الناس، فالله سوف يحكم بين عباده يوم القيامة، واما زمرة الجهلة الذين يُدعون رجال الدين والافتاء والفصل في القضايا، فيقولون ما لم ينزل في القرآن، ولا من انبيائه أو رسله، ويحرمون ما حلل الله بكيفهم!
ان التدخل في شؤون الغير، سواء دول او اناس عاديون، من غير اثبات او دليل، واسقاط كل ذلك على كفرهم وانحرافهم عن الاسلام مثير للفتنة، وقتل للابرياء، واخلال بالامن.
من هنا لا ينبغي لرجال الدين، من اي مذهب كانوا، ان يفتوا فتاوى تناقض صحيح الدين، كل ذلك فقط لارضاء فئة باغية، او كونه تلقى علماً ناقصاً من علماء بسطاء في الفقه.
فعلى احدى صفحات الهاتف حيث تخصص احد مدعي الافتاء، قال كلاماً منحرفاً لا ينبغي قوله من رجل يدعي الافتاء عن نظام الحكم في سورية، فالتدخل في شؤون الاخرين، من مواطن محسوب على الكويت لا ريب يثير الفتنة والتباعد بين البلدين الشقيقين، فالسوريون ادرى بامورهم، وهم وحدهم يقررون ما يناسب احوالهم.
لذلك كان على الحكومة ألا تسمح لمثل هؤلاء الدعاة بزرع العداوة والفتنة بين بلدين شقيقين وشعبين تجمعها اواصر المحبة والاخاء، وبصراحة لقد تجاوز هذا الرجل في فتاواه الخطوط الحمراء، وما ذلك الا لان الحكومة قد تراخت فجعلت منهم حكومة!
صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار