الجمعة 02 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

مشايخ ودعاة: لا مانع شرعياً من دفن ضحايا "كورونا" بمقابر جماعية

Time
الخميس 02 أبريل 2020
View
5
السياسة
الغُسل يخضع لاعتبارات طبية وإذا ثبت انتقال العدوى فيُكتفى بصب الماء أو التيمُّم



كتب - عبدالناصر الأسلمي:

أكد عدد من المشايخ والدعاة حكم مسألة "غسل الموتى بسبب مرض كورونا"، لجهة مباشرة غسلهم او الاكتفاء بالتيمم ودفنهم بمقابر جماعية وصلاة الغائب عليهم، انها من الأمور الطارئة المتداولة حالياً لكنها كحال من يتعذر تغسيله كالمحروق ونحوه، أو فيمن فُقِدَ الماء عند تغسيله، فيُيَمَّمُ كون الغسل والتيمم تطهير لا يقصد منه إزالة النجاسة وهذا بسبب العذر المتعلق بالميت نفسه.
و أشاروا إلى أنه لا مانع شرعيا من دفن المتوفين بـ"كورونا " بقبر جماعي، لافتين إلى أن العذر قد يكون متعلقاً بمن يُغَسِّلُه، من خوف العدوى لنفسه أو غيره، كمثل الخوف من العدوى بالطاعون أو الجذام أو السّل أو التهاب الكبد الوبائي C أو كوفيد-19 وغيرها، وعندها يسقط الغسل تجنباً للعدوى.
وفي هذا الشأن، قال مدير مركز الوسطية د.الشيخ عبدالله الشريكة، أولاً: تغسيل الميت وتجهيزه وتكفينه والصلاة عليه هي من فروض الكفايات التي يجب ان يقوم بها من يكفي.
واضاف اما ان كان هناك ضرر بتغسيل الميت ولا يمكن ان يقوم احد بذلك لا بأخذ احتياطات من لبس معين واجراء خاص ففي هذه الحال يسقط التغسيل لكن إن أمكن التغسيل فيجب تغسيل الميت.
ورأى أنه "إما تعذر التغسيل كحال انتشار الوباء وخوف العدوى والضرر فيسقط وجوب التغسيل للقاعدة الفقهية لا واجب مع العجز"، مشيرا إلى أن "صلاة الغائب مشروعة على من دفن هذه الأيام ولم يشهد جنازته والصلاة عليها إلا القليل من أهله بسبب الوباء، فمن لم يتمكن من شهود الجنازة بسبب هذه الظروف جاز لهم أن يصلوا عليه صلاة الغائب في بيوتهم وهي صلاة الجنازة العادية".

الاحتياط ما أمكن
من جانبه، قال الشيخ د.محمد فارس: بحكم معطيات المسألة التي أمامنا الآن، نرى انه كما يتعامل الاطباء مع مرضى كورونا الان يتعامل كذلك لو حصل وفاة من جراء مرض كورونا، فيجب ان يتم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه والذي يغسله ويكفنه يحتاط ما امكنه بلبس القفاز ولبس الاشياء التي يحتاط بها الاطباء الذين يواجهون الوباء وكذلك مغسل الموتى.
وتابع: لا أعلم من الناحية الطبية ولكن حسب ماسمعت انه لو حصلت وفاة من هذا المرض فإن الشخص المتوفى لا ينقل المرض الى الحي ولو خفنا من هذه فإننا نحتاط ما أمكننا ولانفرط في الغسيل والتكفين ولانستطيع ان نأتي بحكم اخر الا اذا تعذر وتبين فعلا ان التغسيل المباشر لا يمكن فننظر للمسألة من جديد لكن نتصور وجوب التغسيل والتكفين هذا هو الواجب وفرض كفايه والله المستعان.

صب الماء
وقال الإمام والخطيب في وزارة الاوقاف د.عدنان الرشيدي: من رحمة الله بعباده ان جعل للمسلم على اخيه حقوقا حتى بعد موته، ومنها تغسيله كما ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم امر المسلمين بغسل المحرم الذي وقصته ناقته فقال صلى الله عليه وسلم (اغسلوه بماء وسدر) فغسل الميت فرض كفاية باجماع المسلمين.
واستدرك: لكن من تعذر غسله فعل معه ما امكن فإن استطاع المغسل صب الماء عليه دون دلكه لمنع انتقال المرض إليه جاز ذلك واذا قرر اهل الاختصاص من الأطباء وغيرهم ان الغسل متعذر او يحتمل معه نشر المرض او بصب الماء على الميت بهذا الفيروس سيلوث المكان عندها يسقط التغسيل ويكفن بغطاء محكم يمنع تسرب شي من جسمه لقوله تعالى ماجعل عليكم في الدين من حرج واضاف يجب على من يتولى التكفين اخذ التدابير الاحترازيه اللازمة وهذا لاينافي التوكل على الله بل هو من باب قوله تعالى: "خذوا حذركم".

التحرز والدفن الجماعي
من جهته، أوضح المعلم والخطيب في وزارة الأوقاف الشيخ فيصل علوش عن حكم تغسيل ودفن من مات بمرض كورونا: يقول أهل العلم الأصل أن الأصل هو أن يغسل الميت وجوباً كما ذهب لذلك جمهور العلماء وهذا من حقوق الميت على المسلمين؛ لحديث أم عطية -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للاتي غسلن ابنته: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك" (رواه البخاري ومسلم)، واضاف: لكن إن خُشي من انتقال العدوى بمباشرته بالتغسيل، فإنه يُصب عليه الماء من وراء الثياب مع التحرز بلبس الألبسة المانعة من انتقال الفيروس بإذن الله.
وأما ما يتعلق بالدفن، فإن السنة أن الميت يدفن في قبر خاص به، لكن إن احتيج إلى دفن مجموعة من الموتى المصابين بهذا المرض في قبر واحد لحاجة فإنه لا مانع من ذلك شرعاً وقد دفن النبي -صلى الله عليه وسلم- عدداً من الصحابة -رضي الله عنهم- في قبر واحد كما في غزوة أحد.

التيمم إن تعذر الغسل
بدوره، قال الشيخ د.عبدالمحسن المطيري: إن حكم تغسيل الموتى بسبب المرض كورونا يقرره اهل الطب والاختصاص الطبي وحسب تأثير العدوى الناتجة عن حاله، فإن قرروا أنه لا عدوى ولا ضرر من تغسيله بالشكل الطبيعي فيُعمل بذلك أما إن قرروا ان هناك عدوى تصيب المُغسّل فإنه يُيَمّم حيث يلبس المُغسل قفازات ثم يأتي بتراب ويمم يدي الميت ووجه وبهذا يكتفي عن غسله ثم يكفن ويصلى عليه ويدفن.

سبل الوقاية
من جهته، قال الشيخ محمد النجدي: إن الأصل فيمن مات من المسلمين أن يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه صلاة الجنازة، ويدفن في مقابر المسلمين ولكن في زمن انتشار الأوبئة التي تُثبِت الجهات الطِّبيَّة المختصَّة أنَّها تنتقل من المَيِّت لمن يلمسه، فعندئذٍ يُكتَفَى بصبِّ الماء عليه وإمراره فقط بأي طريقة كانت دون تدليكه، مع أخذ التَّدابير الاحترازية لمنع انتقال المرض إلى المغسِّل، من تعقيم الحجرة، وارتداء المُغسِّل بدلة وقائية، والأخذ بسُبُل الوقاية من قِبل أهل الاختصاص في ذلك قبل القيام بإجراء الغُسل، منعًا من إلحاق الأذى بمن يباشر ذلك.
آخر الأخبار