الخميس 29 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

مشروع الشام الجديد وتقليم إيران

Time
الأحد 04 يوليو 2021
View
5
السياسة
مشعل أبا الودع الحربي

الايام الماضية شهدت تحولا جديدا في منطقة الشرق الاوسط حيث ظهر مشروع الشام الجديد برعاية مصرية اردنية عراقية من اجل لم الشمل العربي والتعاون وتبادل المنفعة، هذا المصطلح بداية لرسم ملامح شرق اوسط جديد يقوم على حل خلافات دول المنطقة، وايضا التعاون الاقتصادي في مجالات مختلفة يؤدي في النهاية إلى التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والإرهاب.
مشروع الشام الجديد رغم انه يضم ثلاث دول الا انه النواة لبداية تعاون عربي اوسع ربما يشهد مزيدا من انضمام دول عربية اخرى الى هذا المشروع الجديد لتحقيق المنفعة السياسية والاقتصادية وبخاصة في ظل التحديات التي تواجه عددا كبيرا من الدول العربية التي تعاني اقتصاديا،وزادت معاناتها مع جائحة كورونا.
بلاشك ان مشروع الشام الجديد هو مفهوم جديد لمصطلح الامن القومي العربي الذي دائما يتحدث عنه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ويطلق تعبير "مسافة السكة" ليسير به ليس فقط إلى دول الخليج بل إلى كل الدول العربية التي ترى في مصر بوابة الاستقرار والامن للعالم العربي.
مصطلح الشام الجديد انطلق على لسان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في اغسطس الماضي،وكأن الرجل اراد ان يوجه رسالة سياسية قوية واضحة إلى الادارة الاميركية والى إيران مفادها ان العراق اليوم يعود إلى الحضن العربي،وينهي مأساة سيطرة إيران عليه،وايضا الاستحواذ الاميركي على اراضيه،والعراق بحاجة فعلا الى هذا المشروع الذي هو مشروع اقتصادي في المقام الاول،ويضع خريطة جيوسياسية جديدة ترسم ملامح شرق اوسط جديد،بل ان المشروع يمكن ان يكون اتحادا جديدا على النسق الاوروبي كما وصفه الكاظمي،وقد يلغي من وجهة نظري منظومة الجامعة العربية التي يراها البعض انها بحاجة إلى إصلاحات تحتاج إلى وقت طويل بالإضافة إلى انها بحاجة إلى التجديد في افكارها ومشروعاتها،ولذلك مشروع الشام الجديد يمكن ان يكون بداية حقيقية لتوحيد الصف العربي،ومواجهة اخطار واطماع دول إقليمية في الدول العربية،وايضا تعاون وتكامل اقتصادي حقيقي بعيدا عن اتفاقيات التعاون الاقتصادي المشترك التي تمت في إطار الجامعة العربية التي يتم تجميدها بعد اجتماعات القمم العربية على مدار السنوات الماضية ولانرى تنفيذا حقيقيا لها على ارض الواقع.
مشروع الشام الجديد به تفاصيل كثيرة اقتصاديا سوف تعود بالنفع على العراق والاردن ومصر، ولعل زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اول رئيس مصري يزور العراق منذ 30عاما هي اكبر دعم للعراق ورسالة إلى إيران ان امن العراق هو امن قومي عربي، ومصر تدعم استقرار العراق سياسيا واقتصاديا وامنيا واستخباراتيا وانها لن تترك العراق غارقا في الوحل الإيراني الذي دمر العراق وجعل هذا البلد تحت وطأة الاحتلال الايراني.
دول الخليج سوف تكون داعمة لهذا المشروع الجديد ولعلها تكون جزءا منه قريبا وبخاصة إنه يتفق مع مواقفها،وهناك دعم خليجي كبير لاستقرار العراق والاردن ومصر،واعتقد ان المنظومة الخليجية ستعمل على إنجاح مشروع الشام الجديد من اجل هزيمة مشروع الشام الإيراني.

كاتب سعودي
آخر الأخبار