طلال السعيدمشكلة الكويت العاصمة الأساس عدم وجود مواقف سيارات، ودورات مياه عامة، وباختصار شديد من يريد تجميل العاصمة وتحويلها الى بيئة جاذبة يجب عليه ان يتصدى لهاتين المشكلتين، والحل ليس صعبا الى تلك الدرجة، فبمجرد تسليم الساحات المكشوفة التي هي حاليا مواقف سيارات محدودة العدد، تملؤها سيارات اصحاب المحال قبل الزبائن او رواد السوق. نقول يتم تسليم الساحات المكشوفة الى القطاع الخاص لتحويلها الى مواقف متعددة الادوار، في كل دور دورتا مياه للاستخدام العام، على طريقة "p o T" ويتم تأجير الارض لمدة عشرين سنة يستفيد منها المستثمر، ثم ترجع المواقف كلها الى الدولة تديرها لتعيد تأجيرها، أو تجدد العقد مع المستثمر نفسه، ولا مانع من اضافة بعض المحال، او المطاعم في احد الادوار، لتشجيع الاستثمار، وهذا النظام معمول فيه في كل دول العالم وليس بدعة.الكويت العاصمة جميلة جدا، خصوصا في هذا الوقت من السنة بعد غروب الشمس، اذ يطيب للفرد او العائلة التجول فيها، لكن ما يمنع الناس عدم وجود المواقف والساحات المكشوفة تمتلئ بالسيارات باكرا، فقدرتها الاستيعابية اقل بكثير مما هو مطلوب، والمواقف لا تلبي الحاجة. اما من يريد دخول الحمام فمشكلته كبيرة جدا، فلا توجد حمامات نظيفة وجاهزة للاستعمال، مع شديد الاسف، خصوصا لمريض السكري الذي يحتاج الى دخول الحمام بين فينة واخرى، وكان الله بعونه لا يكاد يجد مكانا يقضي فيه حاجته، لا سيما بعد أن تغلق المساجد، وان وجدت دورات المياه فهي قذرة لم تمتد اليها يد التنظيف منذ عقد من الزمن، او مقطوعة المياه عنها، وتكاد تشم رائحة الموت فيها.المشكلة ان البعض حين يتحدث عن تطوير العاصمة يتصور ان المسألة تنتهي عند صبغ رصيف، او صبغ العمارات المتهالكة، او تنظيف الساحات فقط، بينما الواقع يقول ان العمل على توفير مواقف سيارات لزوار العاصمة والمراجعين للوزارات، مع توفير دورات المياه هو الاهم حاليا، او بالاصح هي الخطوة الاولى التي يجب ان تتخذ قبل كل شيء، بل يجب ان تسبق أي عمل آخر لاحياء العاصمة، وهذا يحتاج الى قرار سياسي يشرك القطاع الخاص ببناء المواقف بصفة عاجلة، اما والحال على ما هي عليه فان تطوير العاصمة لن يكون مجديا... زين.
[email protected]