مشكلتنا بالقرار

طلال السعيد

فرحتنا لا توصف، نعم فقد فرح الشعب الكويتي كله بزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء دولة قطر بدعوة من رئيس وزرائها لحضور احدى مباريات كأس العالم.
فرحة الشارع الكويتي كبيرة جدا بهذه الزيارة، اذ عل وعسى رئيس مجلس وزرائنا يرى ويلاحظ عن كثب ما حققته قطر آل ثاني الحبيبة، في فترة وجيزة، حتى اصبحت اهلا لاستضافة كأس العالم، واثبت القطريون بارادتهم وجدارتهم، انهم لايقلون عن الذين سبقوهم باستضافة كأس العالم، بل زادوا عليهم بكرمهم منقطع النظير الى درجة ان بيوت الاهالي القريبة من الملاعب فتحت "بوفيهات" للزوار، تقدم الوجبات الخفيفة باسم دولة قطر، ومع الترحيب الحار وبالمجان للضيوف!
حين وقع الاختيار على قطر لاستضافة كأس العالم لم تكن بنيتها التحتية جاهزة، ولم تكن ملاعبها جاهزة، وحاول كثيرون ثنيها عما عزمت عليه، او وضع العراقيل بطريق تحقيق هذا الانجاز، أو اعاقة الاستضافة بكل الطرق، الا ان الارادة القطرية تغلبت على كل الصعاب، ووضعت قطر عنوانا واضحا على خريطة العالم، واصبح يشار اليها بالبنان.
لا شك ان قطر صرفت مليارات، لكن في المقابل مكسبها المعنوي والعالمي اكبر بكثير مما تم صرفه، فقد كتبت القيادة والشعب القطريان، اسم قطر باحرف من نور في تاريخ العالم!
نحن نقول لرئيس مجلس وزرائنا: هل تتصور ان ثقل قطر العالمي بعد تنظيم كأس العالم مثله قبل التنظيم؟
فهل رأى رئيس مجلس وزرائنا مواطنا قطريا واحدا يتذمر أو يتحلطم، او يضع العصي في دولاب التنمية، او يحاول اعاقة الانجازات العظيمة التي تحققت بسواعد وطنية، ومن دون مستشار وافد؟
كل ما نتمناه ان يكون رئيس مجلس وزرائنا قد التفت يمينا و شمالا ليقف بنفسه على كل ما تم انجازه في دولة قطرخلال فترة وجيزة، ويقارن بينه وبين ما يحصل عندنا في الكويت، خصوصا في تردي حال الطرق التي اصبحت مشكلة لا حل لها الى درجة ان دوار "دروازه العبدالرزاق" منذ ثلاث سنوات لم يتم حل مشكلته.
نحن لسنا اقل منهم عزيمة، ولا اقل منهم تصميما، ولا اقل منهم ملاءة مالية، لكن ما نراه نحن حلم صعب التحقق، يرونه هم حقيقة، ويصممون على تحقيقة، فقد حلموا بكأس العالم وحققوا حلمهم على التراب القطري، واستفادوا وافادوا، وياليت رئيس مجلس وزرائنا يعرف ان مشكلتنا بالقرار... زين.