الثلاثاء 03 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   المحلية

مصابو التوحد في يومهم العالمي... اهتمام غائب وعزلة مستمرة

Time
الخميس 31 مارس 2022
View
5
السياسة
* د.أحمد جوهر: لا توجد إحصاءات وعدد مؤلفي كتب التوحد في الكويت قلة
* د.عبير الصالح: مطلوب تكثيف الاهتمام بالأطفال من فئة مصابي التوحد


تحقيق ـ ناجح بلال:

معاناة صامتة تعيشها بعض الاسر لا يدرك صعوبتها أحد، فالاباء والامهات الذين لديهم ابناء مصابون بمرض التوحد يكابدون الليل والنهار لتبسيط حياة ابنائهم المصابين وعدم حرمانهم من حياة طبيعية، وذلك في وقت تغيب فيه احصائيات رسمية عن عدد حالات التوحد في البلاد.
تكتم الأهل عن الإفصاح عن إصابة أبنائهم، يُصعِّب حصر المصابين، ويصعب المساهمة والمساعدة سواء الاجتماعية او الطبية في ظل غياب احصائيات رسمية، وهو ما أشار إليه عدد من المتخصصين في علم النفس، معربين عن أسفهم لعدم وجود إحصائيات رسمية عن عدد المصابين بالتوحد في الكويت فضلا عن افتقار المكتبات للمؤلفين من الكويتيين عن التوحد.
وطالبوا في تحقيق خاص لـ"السياسة" بضرورة زيادة الاهتمام بمصابي التوحد عبر تشكيل لجان من كافة الجهات لتحديد احتياجاتهم، وشددوا على أهمية تفعيل يوم التوحد العالمي الذي يتزامن سنويا يوم 2 إبريل من كل عام حتى تشعر هذه الفئة بأهميتها في المجتمع.
بداية، قال مدرس علم النفس السابق في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أحمد جوهر إن الكويت تفتقد لإحصائيات عن مرض التوحد واختار هذا التخصص لندرته خصوصا أن عدد الباحثين ومؤلفي الكتب عن التوحد محدودين جدا، لهذا تفتقر المكتبة الكويتية للكتب الوطنية الخاصة بالتوحد.
وتساءل جوهر عن سبب عدم وجود احصائية رسمية عن مرض التوحد، قائلا "ان الكويت تعتمد على النسب العالمية التي تقول أن كل حالات الولادة من واحد إلى 167 شخصا يكون بينهم طفل يعاني من التوحد".
واضاف انه وزارة الصحة والتربية مطالبتان تشكيل لجنة مشتركة مع الهيئة العامة لذوي الإعاقة لاعداد إحصائية رسمية عن عدد حالات التوحد في الكويت لاسيما ان العناصر البشرية والموادية متوفرة في البلاد لاعداد هذه الاحصائية.
وبين جوهر أن علامات التوحد تظهر على المولود خلال عامين من عمره نتيجة اسباب بيئية أو وراثية، لافتا إلى أن السبب البيئي مرده الى "الآيباد" و"التلفزيون" ما يستوجب منع الأطفال عن هذه الأجهزة خلال فترة العامين الأولين.
واوضح أن التوحد معناه الانطوائية والانكماش على الذات دون النظر للعالم الخارجي وعلى أولياء الأمور الانتباه بأن هذه الاجهزة تزيد من التوحد فالطفل في عاميه الأولين لديه جانب في الدماغ مسؤول عن الدمج مع المجتمع وتنميته وتنشيطه وعبره يكتسب المهارات والمفاهيم.

استكشاف
وذكر جوهر أنه لاتوجد أداة لاستكشاف اعراض التوحد الاولية في دول الخليج لاجراء مقارانات رغم وجود جمعية للتوحد على مستوى الخليج، مبينا بأن الكويت رغم تقدمها في علاج ورعاية من يعاني من التوحد ولكن الطموح اكبر من الوضع الراهن.
واشار الى ان التوحد يبقى مع المصاب ومن الصعب الشفاء الكامل منه ومع هذا فالاهتمام بالعلاج يؤدي لتحسن الحالات وعدم الانتكاسة خصوصا أن هناك أدوية تزيد من نسبة التركيز وتمنع القلق والاكتئاب.
وخلص جوهر بقوله إلى أن منظمة الدواء والأسرة والمدرسة وأطباء الأعصاب والمهنيين في هذا التخصص منظومة متكاملة لتحسن حالات التوحد لاسيما أن للتوحد أكثر من نوع وكل حالة لها طرق لمعالجتها، كاشفا عن حالات تفوق لمصابي التوحد في العالم كأينشتاين وبيل غيتس وغيرهما.
وذكر جوهر أن تقويم سلوكيات المصاب بالتوحد لايكون بالضرب والإهانة بل يجب أن يكون عبر منع الاشياء المحببة عنه كالمصروف والخروج مع ضرورة زيادة التوعية، مشيرا إلى ان مظهر مصابي التوحد طبيقي جدا.
واكد ضرورة الاهتمام باليوم العالمي للتوحد في الكويت لأن أهدفه تعريف العالم بالتوحد وأسبابه وكيفية الحد منه.

تكثيف التوعية
من جانبها، طالبت المختصة في علم النفس وطب التخاطب د. عبير الصالح جميع الاسر التي لديها طفل مصاب بالتوحد معاملته بشكل خاص والاهتمام بهم من خلال تكثيف التوعية مع ضرورة إشراكه في الحوارات الأسرية وأخذ رأيه وتنمية قدراته وتشجيعه وتحفيزه، لاسيما أن معظمهم لديهم قدرات إن تم استخدامها بصورة إيجابية يمكن أن تحسن من وضعهم وإذا أهملت يمكن أن تؤدي لانتكاستهم.
وطالبت د.الصالح بضرورة تشكيل لجان بضرورة لتحديد كافة متطلبات فئة من يصابوا بالتوحد.
الى ذلك، قال استاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور خضر البارون إن البحث عن وسائل تساعد في تطوير انواع العلاج السائدة في مجال الأمراض النفسية والعقلية المزمنة والمستعصية لايزال قائما حتى لا يقتصر العلاج على الوسائل الكيميائية والسلوكية.
واضاف ان من بينها العلاج بالفن الذي أثبت فعاليته في مساعدة الكثيرين على التخلص من اضطرابات نفسية لمن يعانون بها دون ان يكون هناك اهمال للعلاجات الأخرى او الغائها. وأوضح ان كل مريض نفسي له خاصية معينة وليست كل العلاجات تنطبق على الجميع فهناك أنواع مختلفة من العلاجات وبعد الجلسات يمكن تحديد العلاج المناسب سواء كان معرفي أو سلوكي أو تحليلي.
واشار الى ان الأطفال المتأخرين دراسيا وذوي الاحتياجات الخاصة هم في حاجة أكبر للتعبير الفني من باقي الأطفال ومن ثم فانه يمكن ان يكون الرسم أداة قيمة لفهم حالات الطفل الانفعالية وربما تكون المعلومات عن استخدام وتحليل هذه الرسوم أداة مهمة للأخصائيين النفسيين لفهم الانفعالية لتلاميذهم.
وذكر ان العلماء يؤكدون على ضرورة استخدام الفن في علاج الأطفال المضطربين نفسيا حيث يمكن لنشاط الفن ان يساعد هؤلاء الأطفال على العلاج.
وطالب د.البارون بضرورة الإهتمام باليوم العالمي للتوحد وبقية الأيام المعنية بالأمراض العصبية والنفسية حتى يشعر المصاب بأهميته في المجتمع وهذا الأمر يدخل عليهم الأريحية.


علامات الإصابة بالتوحد

• عدم استجابة الأطفال للأوامر
• البرود العاطفي الشديد
• الانطوائية والعزلة على الذات
• اللعب منفردًا
• إيذاء الذات جسديا
• رفض الاحتضان
• قلة التواصل
• صعوبة في فك أو فهم لغة الجسد أو الإيماءات أو نبرة الصوت


أمراض معدية مرتبطة بالتوحد

• فيروس الحصبة الألمانية
• فيروس الهيربس
•الفيروسات التي تؤدي إلى تكاثر الخلايا وزيادة عددها


طرق الوقاية

• إجراء التحاليل اللازمة قبل الزواج لمعرفة مدى توافق الزوجين
• الاهتمام بالأم الحامل واتباع تعليمات الطبيب والاهتمام بالتغذية السليمة
• التعرض للإشعاعات الناجمة عن بعض الأجهزة مثل غرف الأشعة والمايكرويف
• الاعتناء بصحة الطفل منذ مولده وأخذ التطعيمات في وقتها
• الاهتمام بالرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان
• الاهتمام بتغذية الطفل وعدم تركه فترات طويلة منفردًا أو أمام التلفاز، أو مع الموبايل


معلومات مهمة عن التوحد

• السن الأمثل للتعرف على الطفل التوحدي عند ثلاث سنوات
• متابعة الطفل خصوصا عند اتمامه الثلاث سنوات
• 75 بالمئة من الإصابات يصاحبهم إعاقة عقلية
• يمكن معرفة ما إذا كان الطفل مصابًا بالتوحد من عمر 3 أشهر
• الدراسات أثبتت أن 30 بالمئة من مرضى التوحد مكتملي العقل ومدركين لكل شيء


90 ألفاً في مصر

ذكرت دراسات عالمية أن أميركا تحيل المركز الأول في أعلى نسبة لمصابي التوحد حول العالم حيث كشف الإحصائيات حيث يصل عدد المصابين بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكثر من 3 ملايين شخص.
أما عن نسبة التوحد في البلاد العربية فتشير التقارير إلى أن معدلات انتشار التوحد في العالم العربي تتراوح بين 1 و4 حالات بين كل 10 آلاف طفل في عمان، و29 حالة بين كل 10 آلاف طفل في الإمارات العربية المتحدة، وطفل واحد من بين 88 طفلاً في مصر، حيث بلغ عدد مرضى التوحد في مصر ما يقارب الـ90 ألفًا.


العبدالله: اهتمام الكويت بمصابي التوحد كبير... ولكن!

متسلحا بتجربته في تربية شاب مصاب بالتوحد، قال المواطن غازي العبدالله إن الدولة غير مقصرة في العلاج والدواء ولكن معاناة المصابين عدم وجود أندية خاصة بهم، مشيرا إلى أن وزارة التربية تتعامل مع المصاب بالتوحد على أنه من ذوي الإعاقة الذهنية رغم أن الفئة العظمى من المصابين بالتوحد يتمتعون بقدرات عالية في الذكاء.
وأشار إلى أن إبنه يعاني من التوحد منذ ولادته وكان يعاني من التأخر الدراسي ولكن الآن بفضل جهود أمه وأشقائه أصبح من المتفوقين دراسيا.
آخر الأخبار