مصادر الدخل
زين وشين
منذ ما قبل عهد الاستقلال، ونحن نسمع عن تنويع مصادر الدخل، وضرورة عدم الاعتماد على مصدر واحد له، وهو تصدير النفط!
وها نحن نتجاوز العقدين من الزمن بعد نصف القرن، ولم نر تنويعا بمصادر الدخل الوطني، بل لا نزال نتكلم عن تنويع مصادر الدخل من دون تطبيق عملي، او اجراءات محسوسة على ارض الواقع تؤكد هذا التوجه، فيما الواقع يقول اننا نعتمد على مصدر رئيسي واحد للدخل، هو النفط ، وبالعربي الدولة تبيع نفطا وتصرف علينا! وسوف تستمر كذلك إلى ما لا نهاية، وليس هناك تنويع لمصادر الدخل، وكل الكلام عن التنويع المزعوم كلام انشائي، ثبت عبر السنوات انه غير قابل للتطبيق!
لذلك لا بد للحكومة ان تواجه الناس بهذه الحقيقة، ومن ثم تتحول، وبدعم شعبي، الى اتجاه آخر، لا يقل اهمية عن تنويع مصادر الدخل، وقد يكون هو الحل إذا فكرنا بشكل صحيح.
فما الذي يمنع من العمل الجاد والتخطيط لجعل دولة الكويت عاصمة للنفط في العالم، وبذل الجهد والمال لتحقيق هذا الهدف المهم، وتحقيق دخل آخر يوازي دخل بيع النفط، وفي ذلك نكون قد بدأنا الخطوة الاولى بالاتجاه الصحيح، نحو تنويع مصادر دخلنا الوطني، في المجال نفسه عملنا الذي يعتمد عليه اقتصادنا، والذي يفترض اننا اصبحنا مهرة فيه، بعد عقود طويلة من العمل في مجال صناعة وتكرير وتصدير النفط!
ولعل اهل الاختصاص من العاملين في المجال النفطي اكثر مني دراية بالتفاصيل الدقيقة لهذا المشروع، إذا اتضح الهدف، ولا مانع من عقد الندوات، وفتح المجال للمشاركة الشعبية، حتى نصل إلى الهدف المنشود.
لكن مهم جدا ان يكون لدينا هدف، ولا نخدع انفسنا بكلام انشائي عن تنويع مصادر الدخل، ليتضح مع كل ميزانية ان تصدير النفط يشكل مايزيد على 95 في المئة من دخلنا الوطني، ولا تزال برامج عمل حكوماتنا المتوالية تتحدث عن العمل على تنويع مصادر الدخل، من دون تنفيذ، ونحن نتحدث عن تنويع مصادر الدخل كأمنية نتمناها وليس هدفا نسعى اليه، ونعمل على تحقيقه …زين.
طلال السعيد