بيروت - "السياسة": علمت "السياسة" من مصدر نيابي بارز في "8 آذار" أن "حزب الله" الذي يستعجل تشكيل الحكومة قبل سريان العقوبات الأميركية على إيران، والتي ستطول شرائح واسعة من رجال الأعمال التابعين له والمنتشرين في بلدان الاغتراب، والذين يشكلون مصادر تمويله، هو الذي طلب من رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بلسان أمينه العام حسن نصرالله الذي التقاه باسيل سراً قبل أيام في حارة حريك للوقوف على رأيه، ضرورة التخفيف من شروطه والتنسيق مع الرئيس المكلف سعد الحريري لتذليل العقد وتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد. في غضون ذلك، وبعد حل العقدة الدرزية بوضع التسوية بيد رئيس الجمهورية ميشال عون ليختار وزيراً درزياً ثالثاً من لائحتي رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، تتجه الانظار إلى حركة المشاورات التي يقودها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يجهد في الأمتار الأخيرة من أجل حل العقدة المسيحية، وسط ترجيحات بتنازل "التيار الوطني الحر" عن حقيبة "العدل" لمصلحة حزب "القوات اللبنانية" الذي سيحصل أيضاً على منصب نيابة رئاسة الحكومة دون حقيبة، إضافة إلى وزارة الشؤون أو الثقافة ووزير دولة، في وقت يتجه الرئيس المكلف لإبقاء حقيبة الأشغال بيد تيار "المردة"، على أن يكون له لقاء قريب مع رئيس الجمهورية لإطلاعه على ما تم إنجازه. وكشفت مصادر مقربة من الرئيس المكلف لـ"السياسة"، أن الحكومة في الامتار الأخيرة، حيث تجري عملية فكفكة العقد واحدة تلوى الأخرى، وإن تتطلب الأمر بضعة أيام لولادة التشكيلة العتيدة، في حين أعربت أوساط "قواتية" عن تفاؤلها بتصاعد الدخان الأبيض قريباً، دون تحديد وقت باعتبار أن المفاوضات مستمرة، بانتظار العرض الذي تترقبه "معراب" من الرئيس الحريري.
ومن القاهرة التي غادرها إلى السعودية، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان إن "الانفراج آت لا محالة، وعملية التأليف على نار حامية. انتظرنا أشهرا، فلا ضير من انتظار عدة أيام أو ساعات، فالتفاؤل اصبح واقعا بولادة حكومة وحدة وطنية تعكس ارتياحا لدى اللبنانيين وتنعش اقتصادهم".وأضاف: "المشاورات واللقاءات التي جرت وتجري ستثمر تشكيل حكومة، مهما قيل وقال، فالجميع متفقون على ان الوطن لا ينهض ولا يزدهر الا بحكومة توافق وطني".وكان التيار الوطني الحرّ، نشر عبر حسابه، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "المطالب المضخمة للقوات سقطت وما بقي هو احترام المعيار الواحد ونتائج الانتخابات".في المقابل، رأى المحلل السياسي نوفل ضو أن "الحكومة ستتشكل لأن حزب الله قرر ذلك"، معتبرا أن "الحكومة المقبلة هي حكومة تشبيح ومحاصصات وصورة قبيحة عن التسوية الأقبح".