مصر ترفض بيان أثيوبيا بشأن "سد النهضة" وتعتبره "مهيناً"

القاهرة، عواصم - وكالات: أعربت مصر عن رفضها، لبيان وزارة الخارجية الإثيوبية بشأن قرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر يوم 4 مارس الجاري بشأن سد النهضة الإثيوبي، واعتبرته "مهيناً".
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن "البيان الإثيوبي اتسم بعدم اللياقة، وافتقد للديبلوماسية، وانطوى على إهانة غير مقبولة لجامعة الدول العربية ودولها الأعضاء"، مضيفة أن "تبنى جامعة الدول العربية لقرار يدعو إثيوبيا للالتزام بمبادئ القانون الدولي واجبة التطبيق، وعدم الإقدام على أي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق مصر ومصالحها المائية، ما هو إلا إقرار بالمدى الذي باتت إثيوبيا تعتقد أن مصالحها تطغى على المصالح الجماعية للدول ذات السيادة الأعضاء في جامعة الدول العربية، والتي تسعي إثيوبيا للهيمنة عليها".
وأضاف البيان "أن قرار الجامعة العربية يعكس خيبة الأمل والانزعاج الشديد، إزاء المواقف الإثيوبية طوال مسار المفاوضات الممتد حول سد النهضة، وبالأخص منذ إبرام اتفاق إعلان المبادئ العام 2015، حيث إن النهج الإثيوبي يدل على نية في ممارسة الهيمنة على نهر النيل وتنصيب نفسها كمستفيد أوحد من خيراته. وقد تجلى ذلك في إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة بشكل منفرد في يوليو المقبل، دون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب، في محاولة منها لجعل مسار المفاوضات رهينة لاعتبارات سياسية داخلية، وهو ما يمثل خرقا لاتفاق إعلان المبادئ ويثبت سوء نية إثيوبيا، وافتقادها للإرادة السياسية للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن بشأن سد النهضة".
وتابع أنه "ثبتت حقيقة مواقف إثيوبيا بجلاء، في عدم موافقتها على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الذي أعده الوسطاء المحايدون، وهما الولايات المتحدة الأميركية بالتنسيق مع البنك الدولي. وكتعبير عن دعمها السياسي، رحبت الجامعة العربية بالاتفاق ودعت إثيوبيا لمراجعة موقفها والنظر في توقيعه".
في غضون ذلك، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التأكيد على موقف بلاده الستراتيجي الداعم لأمن واستقرار السودان، مشددا على حرص القاهرة على مواصلة التعاون والتنسيق مع الخرطوم في مختلف الملفات محل الاهتمام المتبادل، وذلك في ظل الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل.
وذكر المتحدث الرئاسي المصري بسام راضي، أن السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تبادلا خلاله وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد البرهان متانة الروابط التاريخية المتأصلة بين مصر والسودان، مشيداً بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة، وكذلك بالجهود المتبادلة لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين.
وتوافق الجانبان حول استمرار التنسيق المشترك والتشاور المكثف خلال الفترة القادمة، بشأن الملفات الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
من جانبه، سلّم وزير الخارجية سامح شكري رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، بشأن آخر التطورات المتعلقة بملف مفاوضات سد النهضة، والموقف الحالي في هذا الصدد، مُعرباً عن تقدير مصر لموقف المملكة خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الذي عُقد يوم 4 مارس الجاري بشأن سد النهضة الإثيوبي، ودعم المملكة لصدور القرار العربي الخاص بالتضامن مع موقف مصر حول السد.
في المقابل، أكد الملك عبد الله الثاني وقوف الأردن مع مصر في كل ما يحفظ حقوقها وأمنها المائي، مشدداً على موقف المملكة الداعم لمصر في ملف سد النهضة.
وبدأ شكري جولة عربية تشمل سبع دول، استهلها بالعاصمة الأردنية عمّان، وتشمل كلاً من السعودية والعراق والكويت وسلطنة عُمان والبحرين والإمارات.