مصر تودع ماجدة صالح... رائدة فن الباليه

ودعت مصر إحدى رائدات الفن وأبرز علامات تاريخ الأوبرا المصرية، الراحلة د.ماجدة صالح، أول باليرينا في مصر والعالم العربي، وشيعت الجنازة من مسجد غاردينيا، إلى مدافن العائلة بمدينة 6 أكتوبر.
ونعت وزيرة الثقافة، الراحلة الكبيرة وكذلك دار الأوبرا المصرية وأكاديمية الفنون، فضلا عن نخبة كبيرة من الفنانين ومتابعي فن الباليه، إذ تعد الفنانة ماجدة، رائدة وعرابة الباليه، بعد أن فتحت الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف وممارسة رقص الباليه، فهي من أوائل الذين درسوا وأتقنوا ونافسوا غير المصريين في الباليه، وكانت أول باليرينا تحصل على وسام الاستحقاق بعدما شكلت مع زميلاتها نواة أول فرقة باليه مصرية خالصة.
تميزت د.ماجدة، في العديد من عروض الباليه العالمية في مصر وخارجها، وحرصت من خلال أبحاثها الأكاديمية على توثيق تراث الرقص الشعبي المصري لتصبح بحق رائدة فن الباليه.
بدأت ماجدة صالح، تعلم الباليه في سن مبكرة، والتحقت بالمعهد العالي للباليه في أولى دفعاته، ثم حصلت مع أربع زميلات لها على منحة دراسية من أكاديمية البولشوي في موسكو العام 1963، وبعد عودتهن إلى مصر قدمن العام 1966، أول عرض باليه مصري، بعنوان "نافورة بختشي سراي"، للمؤلف الروسي بوريس أسافييف، بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقد نالت بعده وسام الاستحقاق.
غادرت ماجدة، إلى الولايات المتحدة، في بعثة دراسية للحصول على الماجستير في الرقص الحديث من جامعة كاليفورنيا، ثم الدكتوراه من جامعة نيويورك، في رحلة توثيقية لتاريخ الرقص المصري.
وقدمت الباليرينا المصرية، عروضها بمسرح البولشوي، مسرح قصر المؤتمرات في الكرملين، وغيرها من المسارح العالمية، وأصبحت أشهر راقصة باليه مصرية وعربية في ستينات القرن الماضي. وعلى الصعيد الوظيفي، تولت د.ماجدة رئاسة دار الأوبرا المصرية العام 1987، وشغلت في العام نفسه منصب عمادة المعهد العالي للباليه.
وعاشت صالح، السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة، وتزور مصر من حين لآخر، وظل جهدها البحثي والعملي مستمرا، وكان آخر ما نشر لها دراسة عن تاريخ الباليه المصري في الإصدار التذكاري لهيئة الكتاب بمناسبة "مئوية ثروت عكاشة".