القاهرة، الخرطوم- وكالات: أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موقفه الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب ويحافظ على حقوقهما المائية.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضى، إن السيسي ناقش خلال استقباله وزيرة خارجية جمهورية السودان، مريم الصادق المهدي، التوافق على تكثيف التنسيق المتبادل بين مصر والسودان خلال الفترة القادمة إزاء تلك القضية الحيوية.وكانت الوزيرة السودانية، قد أعلنت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيزور الخرطوم في الأيام القادمة (السبت المقبل)، على رأس وفد رفيع للقاء رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان.واضافت، إن توقف المباحثات بشأن سد النهضة يضعنا أمام مخاطر كبيرة، وإن التعبئة الثانية لسد النهضة من قبل إثيوبيا تهدد حياة 20 مليون سوداني.وتابعت الوزيرة أن سد النهضة قد يكون مدخلا لمزيد من الصراعات في القارة "لكننا نسعى لمنع ذلك".من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القاهرة مستمرة في محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة يحمي مصالح الشعوب الثلاثة.كما أكد أن لدى البلدين كل الأطر لتوثيق العلاقات خاصة في المجال الاقتصادي.
وبالتزامن، أكد البلدان أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن تعبئة وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بما يُحقق مصالح الدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، ويحد مما وصفاها بأضرار هذا المشروع على دولتي المصب.وطالب الطرفان إثيوبيا بإبداء حسن النية، والانخراط في عملية تفاوضية فعّالة من أجل التوصل لهذا الاتفاق.وأكدت مصر والسودان التمسّك باقتراح السودان بتشكيل رباعية دولية يقودها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتوسط في المفاوضات وإطلاقها في أقرب فرصة ممكنة.كما أعرب البلدان عن القلق من تعثر المفاوضات التي تمت برعاية الاتحاد الأفريقي، وشددا على أن تنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من تعبئة السد بشكل أحادي سيشكل تهديدا مباشرا للأمن المائي للبلدين.إلى ذلك، وقعت مصر والسودان على اتفاق تعاون عسكري، مؤكدين ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قبل التعبئة الثانية، مما يحمي مصالح الشعوب الثلاثة.ووقع رئيسا أركان الجيشين السوداني والمصري على اتفاق تعاون عسكري يغطي مجالات التدريب وتأمين الحدود، وذلك في ختام زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد للعاصمة السودانية الخرطوم. وقال رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، في أعقاب التوقيع إن الهدف من الاتفاق هو "تحقيق الأمن القومي للبلدين لبناء قوات مسلحة مليئة بالتجارب والعلم"، موجها "الشكر إلى مصر على الوقوف بجانب السودان في المواقف الصعبة".