طلال السعيدهناك سؤال يتردد بين كل المهتمين والمتابعين للشأن العام والمراقبين للساحة السياسية: هل يملك الرئيس المكلف شجاعة الاعتذار عن تشكيل الحكومة في حال اخفاقه بالوصول الى تشكيلة توافقية تستطيع عبور الحواجز المتوقعة من الاستجوابات، وطرح الثقة، وعدم التعاون، شريطة أن يكون اعتذاره في مؤتمر صحافي يبين فيه الأسباب والمسببات ويضع الشعب الكويتي كله بالصورة من أجل مستقبل أفضل للكويت وأهلها، ولينير الطريق للرئيس القادم اذا كان سوف يكلف غيره بتشكيل الحكومة؟الشعب الكويتي رأى حكومة تشكل وتستقيل خلال اربعين يوما فقط لا غير، من دون أن يسمع من الحكومة نفسها أسباب ومسببات الاستقالة، ولا يعرف اساسا لماذا استقالت، وما الذي جعل عمرها قصيرا بهذا الشكل، حتى اصبح الشعب الكويتي آخر من يعلم!وهذا الأمر غير صحيح فمن حق المواطن أن يعرف ما الذي يجري بدلا من الاستماع الى المحللين السياسيين، ومتابعة تغريدات الاعضاء الذين اقنعونا أنهم أبطال فقد اسقطوا الحكومة خلال اربعين يوما، وقبل ان يمارسوا مهماتهم البرلمانية، أليست تلك بطولة خارقة؟ وما الذي سوف يجري بعد سنة من ممارستهم لعملهم؟طامة كبرى حين تهمل الحكومة الشعب الكويتي ولا تهتم به، ولا تضعه في الصورة لما يدور على الساحة السياسية، وكأن البلد للحكومة ولأعضاء مجلس الامة فقط، أما بقية الناس فهم مجرد ارقام تضاف إلى الاحصاءات الرسمية لعدد السكان.تلك الحقيقة لابد أن تعرفها الحكومة المقبلة، أو الرئيس المكلف، اذا استمر رئيسا، فالشعب الكويتي وبناء على الدستور هو مصدر السلطات، لذلك لا بد أن يوضع بالصورة كلما جد جديد، حتى في خطوات تشكيل الحكومة او تعثرها، اذا حصل وتعثر التشكيل، أما حين يغيّب المواطن عن مستجدات الساحة السياسية، وتتم الصفقات السياسية على حسابه فهذا امر غير مقبول.كلهم يقولون تهمنا مصلحة الشعب الكويتي، وكلهم يغيّبون الشعب الكويتي، عامدين متعمدين، عن كل ما يجري، وكأن الامر قد اقتصر على 66 شخصا بالاضافة الى الامين العام... زين.
[email protected]