مطلق النهار !

طلال السعيد

رحل بصمت وهدوء مطلق النهارالمطيري، الشاعر الرائع، فإلى رحمة الله الواسعة يا اباعلي.
ذلك النجم الكبير من نجوم الادب والفن الشعبي في الكويت كلها، وفي مدينة الجهراء بالذات، التي عاش ومات فيها، رحل تاركا خلفه تراثا لا يستهان به من الفنون والتراث الشعبي، الذي اقبل عليه رحمه الله، حبا وعشقا لهذا الفن، فكان مبدعا شاعرا ومبدعا في ممارسة فن احبه، وهو التراث الشعبي، وحبب الاجيال به حتى اصبح متداولا بين الناس.
تتغنى به الاجيال من خلال المشاركة في المناسبات الرسمية، والاعياد، والافراح، حيث كان لفرقة الجهراء شهرة كبيرة في هذا المجال، وكان لشاعرنا دور كبير في ما تقدمه من فنون، فقد كان ينظم قصائده السهلة الممتنعة على تلك الالحان الشعبية القريبة، من نفوس المتلقين، فسارت بقصائده الركبان، واشتهرت بين الناس حتى كان الطلب شديدا على فرقة الجهراء الرسمية بكل مناسبة، شعبية او رسمية.
امتاز شاعرنا المرحوم مطلق نهار المطيري بحسن الخلق فقد كان، رحمه الله، صديقا للجميع، محبوبا من كل اهل المنطقة، طيب المعشر، ودودا، جم التواضع، هادئا لا تكاد تسمع صوته اذا تحدث، رغم أن صوته كان جميلا رائعا معبرا في اداء الفنون الشعبية.
عاصر، رحمه الله، ثلاثة اجيال من اهالي الجهراء، نقل منهم التراث بكل امانة وصدق، ولم يكن بخيلا في ايصال المعلومة لكل باحث، او دارس، او مهتم.
عرفته في بداية حياتي، وتعلمت منه الكثير.
صدر له ديوان لم يعطه حقه، فقد كان ينقص الديوان اشياء كثيرة، اهمها دراسة عن حياة الشاعر، الا ان هذا الديوان حوى مجموعة طيبة من اشعاره، وحفظها من الضياع.
رحمك الله أخانا الفاضل وغفر لك وأسكنك الجنة...آمين.

[email protected]