مظلة المواطن

أحمد عبدالعالي بوعباس

امرغريب ما حدث في جلسة المجلس البلدي الاخيرة، من ترك جميع مشكلات هدر الاموال العامة، وجميع فرص زيادتها، والحصول عليها بطريقة مدروسة من كيانات وأشخاص لهم القدرة، وعليهم حق وواجب لإعطاء الدولة بعض ما تستحق نظير دعمها لهم، والاتجاه بدلا من ذلك الى جيب المواطن الذي لا يملك سوى بيته ليستظل به، ويحمي سيارته من حرارة الشمس، والجباية منه رسوم لا فائدة منها، سوى زيادة التضييق عليه في معيشته البسيطة.
السادة الذين صوتوا بحماسة، وأغلبية نتمنى، من الله عز وجل، ألا نرى حماستهم تلك مجددا في المستقبل.
ألم تفكروا في الذين يؤجرون الشاليهات بمئات الدنانير في نهاية الأسبوع؟
ألم تفكروا في عقود ايجار البيوت السكنية التي انتم منحتموها امتيازا خاصا لبناء ادوار اضافية في مناطق دون أخرى؟
ألم تفكروا بالشركات الضخمة والعمارات الاستثمارية وناطحات السحاب، وملاكها الذين لا يعرفون سوى تحصيل الأموال، ألم تفكروا بأي طريقة كانت أن تزيدوا نصيب الدولة من أرباحهم؟
كل تلك الفئات نسيتموها، وفقط فكرتم بمظلة المواطن؟
نتمنى من مجلس الوزراء، وعلى رأسه سمو رئيس مجلس الوزراء، ونناشدهم عدم تطبيق هذا الاقتراح، ورد فكرة أغلبية مجلس لا يكاد يذكر، ولن يكون من ورائها سوى احباط جديد للشعب، وسيعبر عنه في الصناديق، وسيكون مادة للصدام مع مجلس الأمة الذين سينتخب بعد اسبوع.
اذ ليس مستغربا أن يصدر مجلس بلدي، لا يكاد يذكر في ظل انشغال الناس بالانتخابات، قرارات كهذه، فهم من الواضح جدا أنهم يبحثون عمن يعطيهم اهتماما ليبحثوا عن سبيل لإرضائه.
نشكر من وقف ضد هذا القرار المؤذي، وتأكد أنك تمثل الشعب، وتمثل من ليس له سوى الله عز وجل يدعوبه على كل من يظلمه، وكفى بالله حسيبا ووكيلا.
أين أنتم من تسمية الشوارع بأسماء الشهداء، ومناطق الكويت، الذين رووا هذه الأرض بدمائهم، لكي تبقى هذه الدولة الى هذا الزمان الذين أصبحتم فيه اعضاء مجلس هدفهم جباية الأموال من ابنائهم، واخوانهم، وابناء عمومتهم، نظير مظلة يحمون بها سياراتهم؟
ونذكر من انتخبهم أن هذا مجرد مثال حي ونذير لما ستجنيه من اختيارات سيئة في انتخابات مجلس الأمة، ايضا، فاتقوا الله في انفسكم ووطنكم.

كاتب كويتي