الأخيرة
مع السلامة!
الاثنين 25 مارس 2019
5
السياسة
طلال السعيدإحصائية تقول إن هناك نحو 27ألف عاملة منزل من الجنسية الفلبينية غادرن الكويت بصفة نهائية، ونحن نقول بكل الود مع السلامة لكل من يغادر، خصوصا أولئك الذين يغادرون بصفة نهائية، فالتركيبة السكانية تحتاج بالفعل إلى إعادة نظر، وياليت الآخرين إياهم يحذون حذو الجالية الفلبينية، أو حتى يزعل منا رئيسهم، ويطلب منهم مغادرة الكويت بصفة مستعجلة!فلم يعد بلدنا لنا، وأصبحنا نحن الأغراب في بلدنا، وكل من راجع مستشفى من مستشفيات الكويت يشعر بالغبن حين يتلقى العلاج بالممر بينما الوافد يسترخي في الغرفة الخاصة، وإذا خرج من المستشفى خرج بأدوية تكفي قبيلة كاملة يرسلها إلى بلده، أما العناية التي يتلقاها فلا يحلم فيها المواطن، وقديما قيل إن الذي أمه خبازة يشبع خبز!الأدهى والأمر العلاج الجماعي حيث يدخل الأب والأم والأولاد في بطاقة واحدة لتجنب دفع الرسم، وتصرف لهم الأدوية التي لا يحتاجونها قبل الأدوية التي يحتاجونها!هذا ما يحدث في المستشفيات فقط، أما زحمة الشوارع وندرة المواقف فهذا موضوع آخر يطول شرحه، لكن باختصار شديد مناظر تشعرك بأنك لست في بلدك فماذا بعد كل هذا؟ نحن نتمنى أن نصل للمرحلة التي نطلب فيها من بعض الجاليات المغادرة قبل أن تطلبها هي، حتى الذين عليهم أحكام لماذا لا تفعل اتفاقية تبادل السجناء بأن يقضي السجين فترة سجنه في بلده، وهذا النظام معمول به في كل دول العالم، إلا أن بعضهم يفضل سجن الكويت على فندق بلده!لقد آن الأوان لأن تفكر الحكومة جديا بمصلحة المواطنين، فالتذمر وصل إلى الحد الذي لا يبشر بخير، فمن الغبن أن يهمل المواطن وُيهتم بالغريب، والمشكلة أن الأمر يزداد سوءا، والشكوى تزداد، والنَّاس تكاد تنفجر من القهر، خصوصا بالمستشفيات والعيادات التخصصية ولا أحد يهتم!نعرف كلنا أن طريق الإصلاح طويل جدا، لكننا نرضى حين نشعر أن هناك توجها ناحية الإصلاح، أو أن هناك خطوات اتخذت في طريق الإصلاح، ولا أعتقد أن هناك مسؤولا في البلد لم يسمع عن علاج المواطنين بممرات "مبارك" أو "الأميري" بينما يستحوذ الأشقاء على الغرف الخاصة، بل والبعض يسكنها ويرفض المغادرة...زين.