معاهم...عليهم!

طلال السعيد

اصبحت حالنا حال صاحب المثل معاهم معاهم...عليهم عليهم! كلما سمعنا واحدا منهم يتحدث ويتشدق، او يزبد ويرعد، صدقناه، فاما ان نصفق له، او نتبع كلامه، وكل هذا بسبب جهلنا الشديد في ما يجري، وشح المعلومات الصحيحة التي تساعدنا على بناء القناعة!
نتحدث عما اسموه "صفقة القرن"، وهي اندماج بنكين من اكبر البنوك الكويتية بعضها ببعض، ونحن لا نعرف ماذا وراء هذا الاندماج، وهل هو نافع ام ضار لنا ولبلدنا ولاقتصادنا الوطني، فالسواد الاعظم من الشعب الكويتي يكاد يكون مغيبا تماما، وليس لديه معلومات صحيحة تساعده على ان يكون مع الاندماج او ضده، وكل منا يردد ما يسمعه من دون فهم حقيقي لهذا الموضوع الكبير؟
نحن نحتاج الى ندوات رسمية، او غير رسمية، تعقد حول هذا الموضوع، يشارك فيها الاختصاصون واهل الشأن الذين مع، والذين ضد، وكل يدلي بدلوه، ونحن نستمع ونحكم بعد ان تتوسع مداركنا!
في صفقة "الداو" المشهورة اسلمنا آذاننا وفكرنا لصياح المعارضة وصدقناها، بان هناك سرقة كبيرة تجري ونحن نتفرج، حتى اوقفت الصفقة، لنكتشف فيما بعد اننا ضحايا صراخ المعارضة المزيفة، واننا صدقنا كذبهم وخطبهم، والنتيجة ان الدولة خسرت خسارة كبيرة بتخليها عن "الداو"، وخسارة الدولة خسارة للمواطن!
نعم صحنا، ولطمنا الخدود معهم، لنكتشف ان الموضوع على خراب بيوتنا، لذلك لا نريد ان نحقق النتيجة نفسها في صراخنا وعويلنا الجديد على صفقة الاندماج، فمن حقنا ان نعرف من الحكومة واعوانها، هل الصفقة لمصلحة اقتصادنا الوطني، ام ان فيها ضررا، والحكومة تمتلك اجهزة اعلام ومحللين اقتصاديين يمكنهم شرح الحقائق بكل حياد وموضوعية، فالشعب الكويتي مغيب، ولقد مللنا من الصراخ الذي شوش علينا تفكيرنا، واضر بنا واضر باقتصادنا، مثلما اكتشفنا بعد فوات الاوان ان "الداو" لصالحنا ولصالح وطننا، ولصالح اقتصادنا الوطني، ونحن نعارض على الصفقة بكل قوة واصرار من دون فهم، ولم يشرح لنا احد اهمية صفقة "الداو" فيا حكومة هل الاندماج من مصلحة الدولة، ام مضر لها هذا السؤال نحتاج الى اجابته، ولا نريد ان نكون امعات نتبع اصحاب الصوت العالي، ونتوجه توجههم، ولا نريد ان نكون معاهم... معاهم، عليهم... عليهم، وبصراحة تامة تنقصنا المعلومة التي تجعلنا نتخذ القرار الصحيح...زين.