3 شاعرات قرأن هواجس المرأة... والأعرج وعزالدين استعرضا الموهبة وصناعة الإبداع الشارقة ـ جمال بخيت: وقع عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في مركز "اكسبو الشارقة" خلال فعاليات اليوم الرابع لمعرض الشارقة للكتاب في دورته الـ 38 كتابه الجديد "الماليالامية" الذي تناول فيه فترة تاريخية مهمة من تاريخ منطقة الخليج العربي، وصحح الكثير من المعلومات الخطأ من خلال الشواهد الصادقة وذلك بالرجوع إلى أرشيف عدد من المكتبات التاريخية العريقة في الهند وبريطانيا، كما كشف زيف الأسطورة التاريخية المغلوطة عن القرصنة العربية في الخليج.من جهة أخرى حضر القاسمي ندوة للكاتب والروائي التركي أورهان باموق الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2006، حول ندرة الروايات التركية، استهلها بالحديث حول بداياته الأدبية، مبينا أنه ينتمي إلى أسرة تركية مثقفة أغلب أفرادها درسوا الهندسة، فدرس في مستهل حياته الجامعية الهندسة ولكنه قرر أن يصبح فناناً قبل أن يتجه إلى الكتابة والأدب، موضحاً أن في بداية مسيرته الأدبية كان من الصعوبة أن ينشر رواياته وكانت الإصدارات الروائية محدودة في تركيا.وحول ندرة الروايات التركية، أرجع باموق الأسباب إلى كون الثقافة التركية وخصوصا في مرحلة الدولة العثمانية، اهتمت بالشعر والشعراء، وكان للشعراء الحظوة والمكانة الاجتماعية المرموقة بين أفراد المجتمع، ولم تحظ الرواية آنذاك باهتمام من قبل المثقفين أو الناس، لافتا إلى أن للعولمة والحداثة تأثيرا في حياتنا اليوم حيث أصبحت الرواية في متناول الجميع، وأصبح الكثير من الناس يكتبون ويقرؤون الروايات، وأحياناً يهرب الناس من واقعهم إلى قراءة الروايات والأدب لما يجدونه من متنفس.وأشار باموق إلى أن كتابة الرواية فن عالمي وعمل وطني، ينقل فيه الكاتب تجاربه وأفكاره للعالم الآخر، معتبراً أن كل كاتب أو روائي يملك أسلوب خاص يميزه ونزعة فردانية خاصة به، تُأثر فيها العديد من العوامل المجتمعية التي تترك بصماتها في أسلوب وكاتب الراوية. ولفت أن كتابة الرواية وخصوصا التاريخية ليست عملية سهلة بل تتطلب إجراء البحوث والكثير من المقابلات وجمع أكبر عدد من المعلومات، حتى تستطيع إيصال رسالتك والمعنى المنشود للقارئ. ثلاث شاعراتفي موازاة ذلك، استضاف المعرض أمسية شعرية بعنوان "رؤى فارقة" تحدثت فيها الشاعرتان الإماراتيتان خلود المعلا والهنوف محمد، والشاعرة القيروانية التونسية جميلة الماجري، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري.واستهلت الشاعرة الهنوف محمد الأمسية ببعض من أبيات قصيدة "أمومة"، قالت فيها: الفلاة... قد تكون قبرا أو مستقبلا... نردم فيها أمانينا... أو... نزرع فيها وروداً قصار القامة... قالوا... إن الصحراء تعلم... كيف يلبس المرأ ثوب الزهد... كيف يقيس ما تبقى... من ظلال الشمس بوثن أو سلام". كما استعرضت بعضا من أبيات قصيدتها "في الأخبار" من ديوان "ريح يوسف"، حيث قرأت: "في الأخبار سمعنا... أن التاريخ يعيد نفسه... في فلسطين... في العراق... في لبنان... في الأخبار سمعنا... أن التاريخ يحلق لحيته... ليبدو في حلة أجمل".
بدورها، ألقت الشاعرة التونسية جميلة الماجري قصائد قصيرة، منها قصيدة " لؤلؤة" التي تقول فيها: "كبير عليك الهوا... وأكبر منك القصيدة... وأبعد عنك التماس النجوم... من الأمنيات البعيدة... فجل النساء شبيهات بعض... وواحدة بين عصر وعصر تجيء... كلؤلؤة في الكنوز فريدة". وشاركت الشاعرة خلود المعلا الحضور بعضا من أبياتها في نصوص، حيث ألقت قصيدة "واحد" التي تقول فيها: "في الصداقة قلبان... وللحب قلب واحد... متى تفرقنا الحياة... يفرقنا الموت... متى نلتقي إذا ؟".جلسة "نكتب معا"وتضمنت الفعاليات جلسة حوارية بعنوان "نكتب معا" ناقش خلالها الروائي الجزائري واسيني الأعرج والروائية المصرية منصورة عزّ الدين دور ورش التدريب الإبداعي في اكتشاف المواهب الروائية وصناعة الكتاب والروائيين والأثر الذي تحدثه في اكتشاف المواهب في هذا المجال وتنميتها.استهل الروائي الجزائري واسيني الأعرج حديثه في الجلسة التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري بالإشارة إلى أن هذه الورش لا يمكنها صناعة المبدعين، بل اكتشافهم، مؤكداً أن الموهبة هي الأساس في خلق كاتب جيد وناجح يستطيع من خلال ابداعاته أن يثري المكتبة العربية بمؤلفات تعبر عن غزارة وثراء لغوي ومعرفي ومضامين ناضجة يمكن القول عنها أنها عمل روائي متميز.من جانبها أكدت الروائية المصرية منصورة عزّ الدين أن الكاتب لا تتم صناعته بل يجب رصد نقاط القوة والضعف فيه وتوجيهه نحو آفاق أكثر إبداعية وهذا دور الكاتب المدرب، مضيفة: "الذي يقدم هذه الورش الإبداعية عليه أن يكون مدركاً لضرورة لفت انظار الكتاب المبتدئين نحو اكتشاف ما هو غير عاديّ في العادي، حيث الأمور في مسألة الكتابة الإبداعية لا تتم عن طريق التلقين بل من خلال تكثيف الكاتب المبتدئ من قراءاته وأن يفهم الأدب بشكل يسمح له بدخول هذا العالم واكتشاف خباياه ليبدأ في صناعة أدواته الخاصة".وتابعت: "عامل الوعي مهم جداً لدى الكتاب المبتدئين الذين ينخرطون في ورش العمل التدريبية في الكتابة الإبداعية، ومن أهم الخطوات التي يجب اتباعها في هذا المجال هي إبعاد المشاركين عن الأنماط التقليدية وتحفيزهم على التجريب، والاعتناء بمهارات السرد وايصال المعلومة بلغة واضحة وسلسة إلى جانب تعريف الكتاب بأدب الشعوب".

المشاركون في الجلسة الحوارية "نكتب معا"

جانب من ندوة الروائي التركي أورهان باموق