غيلبرت: العلاقات بين أستراليا والكويت وطيدة وتعكس الثقة والصداقة بين الشعبينكتبت- ايناس عوض:افتتح في المركز الأميركاني الثقافي المعرض الفوتوغرافي " آلان فيليرز وأبناء السندباد : رحلة أسترالي في الكويت خلال الحقبة الثلاثينية" برعاية وحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبد الجليل، وسفير أستراليا لدى الكويت جوناث غيلبرت والمشرف العام على دار الآثار الاسلامية الشيخة حصة صباح السالم.يضم المعرض صوراً فوتوغرافية لمغامر بحري وصحافي وكاتب روائي وبحار ومصور استرالي كرس معظم حياته للبحر وصناعة السفن الشراعية، فقد أخذه شغفه بالسفن البحرية الخشبية للابحار حول العالم في عمر الخامسة عشر، وتحديداً على متن السفن الخشبية العربية ، حيث بدأ بالابحار على متن مركب شراعي من استراليا وصولا الى الكويت، إذ أبحر على متن سفينة "بوم" كويتية تدعى "بيان" بمصاحبة النوخذة الكويتي علي النجدي وبقية البحارة الكويتيين في الثلاثينات من القرن الماضي.وفي هذا السياق، أعرب العبد الجليل عن خالص اعتزازه وتقديره للخدمة الكبيرة والمهمة التي قدمها الراحل القبطان الشهير آلان فلييرز للكويت خاصة، وللعرب كافة ممن عملوا في مهنة الغوص على اللؤلؤ والسفر التجاري، مشيراً الى وجود الكثير من الشخصيات الغربية التي سعت إلى توثيق طبيعة حياة وسلوك أهل الكويت وسكان الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي في حقبة الثلاثينات.أضاف، يأتي كتاب قبطان البحار الاسترالي آلان فلييرز "أبناء السندباد" أشهر ربابنة السفن الشراعية ليوثق فكرة الإبحار عند العرب في المحيط الهندي وبِحار أخرى حيث يبرز المعرض شيئاً من جهوده الرائعة.وتابع، عندما نذكر هذا الاسم العَلَم في عالم الإبحار فإننا نقف أمام كتابه الشهير"ابناء السندباد" الذي يأتي من بين كتب كثيره من تأليفه حيث قدم من خلاله أبعاداً إنسانية جديدة للشخصية العربية ، ودون فيه حياة السفر التجاري البحري الكويتي قُبيل اكتشاف النفط عبر رحلة شاقة على "بوم بيان" الشهير برفقة نوخذة البحر الكويتي المعروف علي النجدي في العام 1939بدأت من الخليج العربي إلى شرق أفريقيا ومن ثم العودة إلى الكويت حيث استمرت الرحلة 9 أشهر قطع خلالها 10 آلاف ميل.وأشار إلى أن كتاب "فيليرز" يمكن وبكل فخر واعتزاز أن نطلق عليه "السجل الذي يؤرخ حضارة وتاريخ الكويت البحري" خلال هذه الفترة، حيث وصف فيه قصة الإبحار مع العرب في مراكبهم الشراعية في البحر الأحمر، وحول ساحل الجزيرة العربية إلى زنجبار وتانجانيقا وقصة الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي مع وصف لحياة ربابنة السفن والبحارة والتُجار في الكويت. ولفت الى التعبير الراقي الذي كتبه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عندما كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الاعلام، حيث وصف الكتاب "بأنه وثيقة مهمة تسجل للكويت الكثير من أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، لكنها على وجه الخصوص تسجل فنون الملاحة الكويتية والعربية المعتمدة على الشراع التي لم يكتب عنها شيئا يذكر منذ أيام ابن ماجد، وأنه مما يزيد من أهمية الكتاب كون مؤلفة قبطان قديم خبير بفنون الملاحة ، إضافة إلى الملاحظات الهائلة التي كانت يتمتع بها والتي تظهر في كل سطر من سطور الكتاب".أشار العبد الجليل في مجمل حديثه الى أن فلييرز عاش بين الكويتيين وأصبح واحدا منهم وغاص في سلوكهم اليومي رغم اختلاف الثقافة والرؤى وحقق من هذا الاختلاط فكرتي التعاطف والتعايش وذلك في سبيل أن نرى بين أيدينا كتابا ذو قيمة تاريخية وعلمية واجتماعية .وأوضح أن فلييرز أبدع في وصف الحركة على ظهر بوم "بيان" مع صاحبه النوخذه علي النجدي ، وكشف شخوص السفينة ووضعها في إطار البطولة الجماعية التي شكلت لوحة متناعمة تنتظم فيها كل الأفعال والأحداث.واختتم العبد الجليل كلمته بالتأكيد على أن آلان فلييرز استطاع بأخلاقة المهنية والأدبية أن ينتج كتاباً مبنيا على تجربة حية ، حيث كان يمكن إنجاز شبيه له من خلال الإبحار بسفينة بخارية مريحة ، وكان يمكن أن يكتب أحكام مسبقة عن حضارة سكان الجزيرة العربية لكنه طرح كل ذلك جانبا ومارس أرقى أنواع الخُلُق في نقل الصورة فكان كتاب "أبناء السندباد" توثيقا حقيقيا .وأشار إلى أن فلييرز الذي غادر الكويت عام 1939 إلى البصرة ومن ثم إلى أوروباكانت له مرثية قال فيها " كنت حزينا وأنا أترك المدينة وراء ظهري فبحارتها ومراكبها معروفون بسمتعهم الطيبة ، وبريق لؤلؤها مشهور في باريس ونيويورك ، وتجارها يلاقون الاحترام في بقاع عدة ، وهي – الكويت – مكان لطيف جميل يعيش فيه المواطنون بسلام ووئام".بدوره قال السفير غيلبرت:" إن العلاقات الثنائية بين البلدين أستراليا والكويت وطيدة ومميزة ، ومتانتها تعكس الثقة والصداقة بين الشعبين آملاً استمرارها وازدهارها، ومشيداً في الوقت نفسه بأهمية معرض " آلان فيليرز وأبناء السندباد" وبدور المشرف العام لدار الآثار الاسلامية الشيخة حصة صباح السالم المهم والحيوي في تعزيز الدور الثقافي بين الشعوب والتأكيد على العلاقات بينها".

سكيك كويتي قديم