الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

معركة بيسان

Time
الأربعاء 30 أغسطس 2023
View
115
محمد الفوزان

قصص إسلامية

أجمع المؤرخون على أنها أصعب من عين جالوت! حيث إن التتار كانوا أثناء هروبهم بعد هزيمتهم في عين جالوت يقطعون الأرض شمالاً، والمسلمون خلفهم يطاردونهم، ولا يتركونهم.
وصل التتار الفارون إلى بيسان، وهي على بعد نحو 20 كيلو مترا شمال شرق عين جالوت، فوجدوا أن المسلمين جادّون في طلبهم، فلم يجدوا إلاّ أن يصطفوا من جديد للقتال، ولتدور موقعة أخرى عند بيسان، فكانت تلك المعركة أصعب من عين جالوت! قاتل بها التتار قتالاً رهيباً، ودافعوا عن حياتهم بكل قوة، وبدأوا يضغطون على المسلمين، وكادوا يقلبون الأمور لصالحهم، وابتلي المؤمنون وزُلزلوا زلزالاً شديداً.
كانت هذه اللحظات من أحرج اللحظات في حياة الجيش الإسلامي، ورأى قطز، رحمه الله، كل ذلك، فانطلق يحفز الناس، ويدعوهم الى الثبات، ثم أطلق صيحته الخالدة مرة أخرى: "وا إسلاماه، وا إسلاماه، وا إسلاماه"، قالها ثلاثاً، ثم قال في تضرع: "يا الله! انصر عبدك قطز على التتار".
كان خشوع قطز الصادق هو الجبل الذي وقع على جيش التتار فأهلكهم بكاملهم، فما إن انتهى من دعائه، وطلبه رحمه الله، إلاّ وخارت قوى التتار تماماً.
وبدأ الجنود الذين روعوا الشعوب يتساقطون كالذباب على أرض بيسان، واستطاع المسلمون إبادة الجيش التتاري عن بكرة أبيه ولم ينج منهم أحد، وارتفعت راية الإسلام منتصرة بعد أن ظن المسلمون بعد سقوط الخلافة العباسية، وقتل الخليفة العباسي، واحتلال بغداد والعراق والشام، أن الإسلام لن تقوم له قائمة حتى جاءت اللحظة التي انتظرها المسلمون منذ أربعين سنة أو يزيد ليعود للإسلام مجده ورايته، "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ"(الروم).
ولما رأى قطز، رحمه الله، جموع التتار صرعى على أرض بيسان نزل من على فرسه، ومرّغ وجهه على الأرض وسجد لله شاكراً الذي نصره، ومنّ عليه بالثبات، وألهمه الحكمة في القتال والصواب في الرأي .
رحم الله تعالى السلطان المجاهد محمود بن ممدود بن خوارزمشاه (سيف الدين قطز) وأدخله فسيح جناته.

إمام وخطيب

محمد الفوزان

[email protected]

آخر الأخبار