معزوفة الخلود عزفتها الحكومة والمجلس

د. حمود الحطاب

الاستعدادات النيابية الساخنة، والتأهبات الحكومية كانت على اشد الاوتار ربطا وتمكنا لعزف نشيدة المستقبل، السياسي والاجتماعي، والتربوي، والأمني، والعسكري، والتنموي، والصحي الكويتي في قاعة عبدالله السالم، التي شهدت من قبل ظلما عظيما عما وجدت له.
وشهدت ولسنوات عجاف طوال، وحتى الثمالة الالحان النشاز المتعمدة التي استمرت عقودا من الدهور، كادت تغيب الكويت بظلمها دهر الدهارير، وكانت تتداوى بالداء الذي أوجدها من عهود مجوفة؛ وتعزف بأدوات وآلات الجوقة الموسيقية البائسة التي أحزنت الأرض والسماء، والرطب واليابس؛ وأصابت بالبؤس والاكتئاب كل من عاشها وسمعها.
لقد بدأت معزوفة السلام الحكومية - النيابية أول من أمس بدخول سمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد، ممثلا صاحب السمو الامير، حين دخل القاعة متفائلا ضاحكا مسرورا، ورفع يديه بالتحية لكل الحضور.
وباسلوب التداخل في اللحن القيت اصدق الكلمات من سمـو ولي العهـد الاميـن، وسمـو رئيـس مجلـس الـوزراء، عـلا ذلـك الفـرحـة والتـأييـد والارتيـاح الشعبـي لهـذه الجودة فـي الاداء بتصفـيـق حـاد مـن النسـاء والـرجـال الضيوف.
وهذا هو الكوبليه الثاني ثم تتابعت الكوبليهات تترى حتى كانت القمة في التأثير والاداء حين تمت تزكية العم أحمد عبدالعزيز السعدون رئيسا لمجلس الامة، بعد أن اختطفت الرئاسة منه بظلم وعدوان وتحايل دورات عدة، بمباركات حكومية ظالمة.
ويعم التصفيق الحاد وقوفا من كل الشعب، وحتى نحن في بيوتنا قد صفقنا جميعا تحية لعودة القيادة لاهلها، ولست قادرا على تعديد الوصلات المطربة في لحن الخلود الذي بشر بخير المستقبل للدولة والامة بتكاتف السلطتين، واختتم لحن الخلود باختيار نائب لرئيس المجلس السيد محمد المطير، وهكذا عزفت الفرقة الكويتية الحكومية والمجلسية اعذب لحن سمعه العرب، والخليجيون والعالم المتابع من داخل المجلس وخارجه.
حقا كان لحنا مميزا جذابا ومختصرا بعث الامل والارتياح في نفوس شعب لم ييأس من العطاء في أرضه المعطاء، وللحديث بقية إن شاء الله.

كاتب كويتي