معلمتان بحرينيتان تصلان إلى المرحلة النهائية بجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم

أعلنت جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم في دورتها الرابعة، انطلاق التقييم للمرحلة النهائية، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى مؤخرا بإعلان تأهل 26 معلما ومعلمة من الدول المشاركة، من بينهم المعلمتان البحرينيتان الأستاذة زينب سعيد سلمان من مدرسة عالي الابتدائية للبنات عن المبادرة التي حملت عنوان «easier»، والأستاذة كوثر جعفر حمزة من مدرسة القادسية الابتدائية للبنات عن مبادرتها التي حملت عنوان «المنصة الإلكترونية: ملهمون لعالم شامل».
وسيحصل المعلم الفائز بالجائزة على مليون درهم، و500 ألف درهم للفائز بالمركز لثاني، و350 ألف درهم للفائز بالمركز الثالث، و150 ألفا للفائزين من المركز الرابع إلى العاشر، وسيتم تكريم الفائزين في حفلا سيقام في أكتوبر القادم بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعكس جائزة محمد بن زايد لأفضل معلّم فلسفة تربوية حديثة تتحد في مضمونها وأهدافها مع رؤية واضحة وعميقة، كما تعكس اهتمامًا كبيرًا ومتناميا عبر إثراء العملية التعليمية وإحداث قفزات استثنائية في مساراتها بما يساهم في تحقيق توجهاتها نحو نهضة تنموية شمولية، يشكل التعليم عمودها الفقري، وركيزة نحو انطلاقات هائلة في كل مناحي الحياة ومجالاتها.
ويعد المعلّم عصب العملية التعليمية، ومنطلقاً لأيّ تطور منشود نبحث عنه؛ لذا جاءت الجائزة لتكرّس مفاهيم ومبادئ عدة، وتوثّق لمرحلة جديدة من العمل التعليمي والتربوي المتجانس، الذي يتوافق مع آخر المستجدات العصرية، والحراك الحاصل في قطاع التعليم في الدول المتقدمة، وبما يتسق مع المتطلبات الحضارية، ولا يكون ذلك إلا من خلال حفز المعلم للأخذ بأسباب تقدمه، وتتبع مقتضيات تطوره، نظرًا لوقوع مهمة النهوض في قطاع التعليم برمته على كاهله هو، ناهيك عن مسؤوليته تجاه مستوى الطلبة الأكاديمي، وغرس القيم الفاضلة والمبادئ السامية في ذواتهم، وتوجيههم وإرشادهم، وتعزيز المواطنة الإيجابية لديهم.
وقد حرصت الجائزة على تكامل جوانبها، وعلى دقة معاييرها وأهدافها؛ لإبراز أفضل صورة، والخروج بتصورات منهجية قادرة على توفير الفعالية في الأداء، وفي النتائج المتوخاة.

مبادرة Easier لتطوير نظام مركز مصادر المعرفة

وتؤكد المعلمة زينب سعيد سلمان أن التحاقها بجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم أتاح لها الفرصة للإطلاع على أفضل الممارسات العالمية وزيارة المؤسسات التعليمية والمراكز العلمية بفلندا، بهدف تطوير ممارساتنا كمعلمين وزيادة رصيدنا المعرفي والمهاري، مما أسهم في تجويد المخرجات التعليمية في بلداننا والارتقاء بالمنظومتين المهنية والتربوية تحقيقًا لرؤى وتطلعات قياداتنا للنمو والازدهار المستدام.
وأضافت المرشحة للمرحلة النهائية المعلمة زينب سعيد سلمان: إن مشاركتنا في جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم ناتج عن إيمان عميق بأهمية الإسهام في تحقيق رؤية ورسالة راعي الجائزة، والتي يهدف من خلالها لإحياء مكانة المعلم العظيمة وترسيخ دوره في الميدان.

أما بشأن فكرة مبادرتها في الجائزة قالت زينب سعيد سلمان: تعد مراكز مصادر المعرفة إحدى أهم محركات التنمية المستدامة في العالم الحديث، فهي تساهم في توفير العلم والمعرفة اللازمين لتحقيق التقدم والازدهار، وتعزز من قدرة الأفراد والمجتمعات على مواكبة التحديات المعرفية والتكنولوجية الراهنة والمستقبلية.
لذا من المأمول أن تُحدِث مراكز مصادر المعرفة نقلة نوعية من كوْنها مستودعات للكتب ومراجع ورقية للمعلومات، إلى فضاء تفاعلي واسع للعمل والنشاط والدراسة الهادفة وتعزيز التفكير الإبداعي والمهارات التواصلية وتنمية الموهبة الخاصة، وذلك داخل إطار نظام شامل ومتكامل يتماشى مع رؤى أهمية الانسجام بين الأهداف التربوية والأساليب التدريسية ومصادر المعلومات وأدواتها، ولا ينحصر دورها في تأطير مستودعات الكتب وأرشفة مصادر المعلومات الورقية، من هنا جاءت فكرتي، فكرة مبادرة Easier لتطوير نظام مركز مصادر المعرفة والتي أسعى من خلالها إلى توفير بيئة تعلّمية أسريّة تضم المتعلّم مع أفراد أسرته، بحيث تكون البيئة قادرة على استيعاب المستجدات التقنية، وتقدّم مختلف الخدمات بأسلوب عصري يحاكي التطوّر العالمي الهائل، تتيح للمتعلّم وولي أمره فرصة الاستفادة في الوقت ذاته ومشاركة الأنشطة داخل المركز معًا، ولعلّ رحلتي التدريبية الأخيرة إلى جمهورية فنلندا وزيارة مكتبة أودي العصريّة شحذت لديّ شرارة الفكرة، فقمت ببلورة التجربة وتطوير الفكرة بما يتماشى مع النظامين الاجتماعي والتعليمي في البحرين، وبشكل يحفظ للمبادرة أصالتها ويعتزّ بهويّة التعليم المحلّي.
وتكمن فكرة مبادرة Easier في تطوير خدمات مراكز المعرفة بمملكة البحرين بعد استحداث أركانها وتنويع مصادر المعرفة فيها بما يواكب التطورات العصرية، حيث توليت فكرة وتنفيذ مبادرة تطوير خدمات أحد مراكز مصادر المعرفة الثمان بمملكة البحرين واستحداث منظومة عمله بالتنسيق مع المعنيّين بوزارة التربية والتعليم إثر مسح ميداني أجرته بعد زيارتي لأحد مراكز المعرفة بجمهورية فنلندا نظير تنسيبها للبرنامج التدريبي الذي أطلقته جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم بالتعاون مع جامعة هيلسنكي، صاحب ذلك التسجيل في صحف ملاحظتي استقطاب المركز لعدد كبير من الزوار المستفيدين، وعليه تضمّن مركز مصادر المعرفة بعد التحديث والتطوير: قاعدة بيانات لمحتوى مكتبة رقمية مستحدثة، ركن الكتب المسموعة والذي يراعي خصائص ذوي الهمم وخاصة المكفوفين منهم، ركن الكتب الرقمية، ركن الطباعة ثلاثية الأبعاد، ركن التسجيل الموسيقي، ركن أبي وأمي يقرآن معي، ركن هواة التصميم والابتكار، ركن توليف الأفلام التعليمية، ركن ألعاب التلفزيون التفاعلية، ركن البحث بواسطة مستشعرات الذكاء الاصطناعي.

مبادرة ملهمون لعالمٍ شامل منصة رقمية متكاملة لذوي الهمم
وتؤكد المعلمة كوثر جعفر حمزة أن مشاركتها في جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم بوصلة للارتقاء في حياتها المهنية، فهي مدعاة لاكتشاف الذات وصقل المواهب وتعميم الخبرات المتفردة، وقالت: الجائزة حفزّتني كمعلمة متميزة وحفزت غيري من المعلمين المتميزين لنكون نماذجاً مرئية ومَثلاً أعلى يُقتدى به من قبل الآخرين.
وعن المبادرة التي تشارك بها في الجائزة قالت: مبادرتي عبارة عن منصة رقمية بنسختيها العربية والانجليزية بعنوان «ملهمون لعالمٍ شامل»، والتي أعتبرها أمٌ تضم بين أحضانها كل ما يدعم أبناءها من ذوي الهمم وأسرهم، حيث تنسج منهم قصصاً ملهمة، تدثر بها كل مساءٍ البراعمَ الصغيرة والأسر حديثة العهد بالتربية الخاصة، لتشرق عليهم شمس الأمل، ويرتدون النجاح المبين، فقد حرصت على أن تشتمل المنصة على عدة نوافذ أبرزها: الموسوعة الثقافية متضمنةً الأساليب العلاجية المثلى، وكافة المراكز والمؤسسات للتربية الخاصة لتكون مرشدًا، ومنتدى شامل للجميع يستند على كوكبةٍ من الاختصاصيين المتألقين في فضاء التربية الخاصة يبادرون بكل شغفٍ للرد على استفسارات أولياء الأمور، ومراكزَ وجمعياتٍ ونوادٍ رياضية لذوي الهمم ، ومكتبة تتضمن كتباً وقنواتٍ مقروءة و مسموعة وأفلاماً سينمائية ملهمة، وتطبيقات رقمية ودروساً الكترونية متميزة وقصصاً اجتماعية تهدف إلى تحقيق التعلم الجيد، ونشرة إخبارية تروي بطولاتٍ لذوي العزيمة، أو تحدياتٍ آن أوانها، كما تستعرض ملهمون مجموعة من الورش والدورات بشهاداتٍ معتمدة للمعلمين والآباء، والأهم من ذلك تضم ملهمون سوقاً الكترونياً لأصحاب المشاريع الاقتصادية من ذوي الهمم تهدف المنصةُ من خلالهِ إلى التسويقِ والترويج لمشاريعهم، وتُثبِت قُدرتَهم على العطاءِ و الشراكةِ في تطوير النماء الاقتصادي للأوطان.
وتعتمد المنصة على التحديثات المستمرة التي أقوم بإدراجها بكافة النوافذ، كما ستندرج قريباً «نافذة التوست ماسترز لذوي الهمم» ونافذة تعليم لغة الإشارة بالتعاون مع جمعية الصم البحرينية، وأدرس حالياً تطوير المنصة من خلال إعداد تطبيق رقمي للهاتف، ليكون أكثر قرباً من المستخدمين.