الدولية
معلمو إيران يتحدون القمع والاعتقالات ويحتجون في 100 مدينة
السبت 19 فبراير 2022
5
السياسة
طهران، عواصم - وكالات: مجدداً، نظم المعلمون والتربويون في إيران تظاهرات حاشدة على مستوى البلاد أمس، للاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية وعدم تنفيذ خطة التصنيف، وكذلك للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المسجونين.وعمت الحركة الاحتجاجية 30 محافظة ونحو 100 مدينة إيرانية، منها طهران ومشهد وأصفهان والأهواز وشيراز وتبريز وخُرَّم آباد ورشت وآمُل وعيلام وهَمَدان وأراك.ووردت أنباء عن اعتقالات في صفوف المعلمين المحتجين، كما ردد المتظاهرون "أطلقوا سراح زملائنا السجناء".وكان المجلس التنسيقي للمعلمین والتربویین دعا إلى الاحتجاجات التي بدأت الساعة العاشرة صباح أمس، كما أعربت النقابات في بعض المدن عن دعمها للحركة الاحتجاجية، حيث يوجد نحو مليون مدرس ومعلم في إيران، يشكلون العدد الأكبر من موظفي الحكومة.ويطالب المعلمون العاملون والمتقاعدون، الحكومة، بالاهتمام بوضعهم المعيشي السيئ وتطبيق التصنيف الوظيفي، لتصبح رواتبهم ومستحقاتهم ما يعادل 80 في المئة مما يتقاضاه المدرسون في التعليم العالي.وفي العاصمة طهران، تجمع المعلمون والتربويون أمام البرلمان وهتفوا "يا أيها المعلم طالب بحقك"، كما تجمع المعلمون في المدن الأخرى أمام مقرات دائرة التربية والتعليم المحلية ورفعوا لافتات تطرح مطالبهم.في غضون ذلك، طالبت تسع منظمات مجتمع مدني إيرانية ناشطة في مجال حقوق الإنسان بعدم رفع العقوبات المتعلقة بحقوق الإنسان ضد المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما الرئيس إبراهيم رئيسي، مؤكدة في بيان أن "قتل المواطنين المحتجين والاعتقال غير القانوني والسجن والتعذيب وإعدام المتظاهرين والمعارضين والناشطين المدنيين، من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في إيران"، مشددة على أنه لا ينبغي رفع العقوبات عن المتورطين في هذه القضايا، وذلك في إشارة إلى محادثات فيينا الرامية إلى الغاء العقوبات على طهران، مقابل العودة إلى الاتفاق النووي ووقف أنشطتها النووية.ووصف البيان الرئيس إبراهيم رئيسي، بأنه "أحد الشخصيات الرئيسية في انتهاكات حقوق الإنسان منذ قيام الجمهورية الإيرانية"، معتبرا دوره في بعض الملفات كان "نموذجا لجرائم ضد الإنسانية"، لذا فإن العقوبات المفروضة عليه لا ينبغي أن ترفع.من جانبه، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس طهران من فشل مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي في فيينا، ودعا القيادة الإيرانية إلى تخفيف حدة موقفها، قائلا أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن إن "القيادة الإيرانية لديها خيار: ولحظة الحقيقة الآن"، مضيفا: "قطعنا شوطا بعيدا في مفاوضات فيينا خلال آخر عشرة شهور. وكل العناصر اللازمة لإتمام المفاوضات مطروحة على الطاولة".واعتبر من غير المقبول أن تواصل إيران تخصيب اليورانيوم وتعلق في الوقت نفسه مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا: "بالنسبة لنا لا يمكن قبول التسلح النوي لإيران وذلك أيضا لأن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض"، مضيفا: "لهذا السبب جرت الإشارة بشكل متكرر إلى أنه سيتعين البت قريبا فيما إذا كانت العودة إلى الاتفاق النووي 2015 لا تزال مناسبة، والآن لدينا الفرصة للتوصل إلى اتفاق يتيح إمكانية رفع العقوبات"، واستطرد محذرا: "إذا لم ننجح في هذا بشكل سريع جدا، فإن المفاوضات ستكون مهددة بالفشل". بدورها، كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أنه تم توجيه سفراء إسرائيل في أنحاء العالم، بشان كيفية عرض الموقف الإسرائيلي حال التوصل لاتفاق بشأن الاتفاق النووي، حيث يسود الاعتقاد لدى صناع القرار في إسرائيل بأن إيران والدول العظمى ستوقع الاتفاق الأسبوع المقبل.ونقلت "كان" عن مصدر إسرائيلي كبير قوله إنه "بالرغم من عدم حل بعض القضايا العالقة، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ترغب في التوصل الى تسوية مع طهران تتيح توقيع الاتفاق الأسبوع القادم"، موضحة أنه من المقرر أن يناقش وزير الدفاع بيني غانتس، ومدير عام وزارة الخارجية ألون أوشفيز، اللذان يشاركان في مؤتمر ميونيخ للأمن، المسألة مع نظرائهما من البلدان الغربية.من جهته، أكد البرلمان الأوروبي ضرورة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، باعتباره قضية أمنية لأوروبا والمنطقة والسبيل الوحيد لوقف أنشطة إيران النووية المثيرة للقلق، مشيدا بدور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، مشددا على أن الطريق نحو إحياء الاتفاق يتطلب عودة إيران إلى كامل التزاماتها ورفع جميع العقوبات الاميركية.من ناحيته، ألمح المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف إلى أن العالم ينتظر خبرا رائعا، قائلا إن رؤساء وفود الدول الأوروبية الثلاث غادروا لبضعة أيام فقط العاصمة النمساوية، لكن فرقهم باقية هنا في فيينا من أجل إجراء مزيد من المشاورات، مردفا "هذا أمر رائع ومشجع! نحن على وشك الانتهاء بنجاح من المحادثات بشأن الاتفاق النووي".في المقابل، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأطراف الأوروبية الى مراعاة الخطوط الحمراء لإيران، وعدم ارتكاب خطأ في حساباتها في المرحلة الأخيرة من محادثات فيينا، مؤكدا خلال لقاءه نظيرته الألمانية آنالينا بيربوك، على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، أن بلاده مصممة على التوصل إلى اتفاق جيد منذ اليوم الأول.وقال إن "طهران تتوقع من الأطراف الأوروبية الاهتمام بعناية بالخطوط الحمراء، ومحاولة القيام بدور فعال لتأمين حقوق إيران المشروعة كطرف متضرر من الانسحاب الأحادي وغير القانوني للولايات المتحدة بعد سنوات من التقاعس عن تنفيذ تعهداتهم"، رافضا التصريحات المتعلقة بتحديد مواعيد نهائية وهمية للتوصل الى اتفاق، قائلا: "طهران ترى نوعية الاتفاق إلى جانب عنصر الوقت، وإذا تم الاهتمام بالمطالب المشروعة اليوم فيمكن التوصل إلى اتفاق في فيينا".