منوعات
"مغاربة في بيت أميركي"... توثق سيرة مبدعين مروا بطنجة
الأربعاء 07 ديسمبر 2022
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:تحضر مدينة طنجة المغربية في رواية "مغاربة في بيت أمريكي" للأديب المغربي محمود عبدالغني، بوصفها مكانًا طاغيًا تجري فيه معظم أحداث الرواية، لتكشف الأحداث في الوقت نفسه معالم المدينة وتنقل إلى القارئ روحها وتفاصيلها الدقيقة.وتوازي طنجةَ في الحضور شخصيةُ الروائي المغربي محمد شكري، الذي كانت بعض مفاصل الرواية استرجاعا ليومياته وأحداث حياته التي تكشف علاقته بالمكان، وتُقدّم في الوقت نفسه إطلالة على واقع الأدب المغربي، وتفاعله مع الآداب العالمية.تقع الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 340 صفحة من القطع المتوسط. وتُعَد الرواية عملا تسجيليا يسترجع أحداثا واقعية يمازجها الخيال أحيانا، بهدف توثيق سيرة الأعلام الذين تمتلئ بهم الرواية، إذ سجلت الرواية سير كتاب أميركيين شكلت طنجة محطة رئيسية من محطات إبداعهم، من بينهم المسرحي الأميركي تينيسي وليامز الذي عاش في طنجة فترة طويلة، وبول بولز وزوجته جين بولز، وجيرترود ستاين، وويليام بوروز. أما المبدعون المغاربة فقد قدمت الرواية عددا كبيرا منهم؛ إذ نجد بالإضافة إلى محمد شكري كلا من: محمد المرابط ومحمد زفزاف وأحمد اليعقوبي والعربي العياشي.ويقدم عبدالغني طنجة لقارئه منذ الفقرة الأولى، فيشير إلى معنى اسمها، ويسرد لمحات من تاريخها، ويصف أهلها ومعالمها قائلا: "أما بَشَرة أهل طنجيس البيضاء الصافية فراجعة إلى وجود بحرين متألقين يحيطان بها مثل وشاح مائي متلألئ، وحتى الأشجار، وهي أجمل تحف المدينة، تبدو أوراقها صافية اللون وشفافة كأنها نبتت ونمت في الظل". وإن قارن المرء بين ناس وأشجار مدن الجنوب، الأشجار هنا والنخيل هناك، فإنه سيقف بإعجاب أمام بياض طنجيس مقارنة بلون الجنوب الذي يميل إلى لون الحداد، لكن في الليل تُترك مدن الجنوب للشموع تضيء البيوت من الداخل، بينما القمر يتكلف بإضاءة الخارج دون أن تمنعه أشجار النخيل من الوصول إلى الرؤوس المتجولة بحثا عن نسمة هواء".وجاء على غلاف الرواية نصٌّ يخاطب فيه محمد شكري الأديب الياباني نوتاهارا الذي اضطلع بمهمة ترجمة رواية شكري الأشهر "الخبز الحافي" إلى اللغة اليابانية: إنّها الحاديةَ عشرةَ.